الأحد، 13 ربيع الثاني 1447 ، 05 أكتوبر 2025

عمرو الليثي..هل انتهى زمن المذيع؟ الذكاء الاصطناعي يغير قواعد اللعبةلكن الروح الإنسانية لا تستبد

546836529_1285181916952307_7916860357049975787_n (1)
الإعلامي الدكتور عمرو الليثي
أ أ
techno seeds
techno seeds
أكد الإعلامي الدكتور عمرو الليثي أن الطفرة التكنولوجية التي يشهدها العالم، وخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي، تفرض سؤالًا مهمًا على الساحة الإعلامية: هل انتهى زمن المذيع التقليدي؟ أم أن هذا التطور يمثل فرصة لإعادة تشكيل دوره وفتح آفاق جديدة أمامه؟
وأوضح الليثي أن المذيع، منذ نشأة الإذاعة والتلفزيون، كان يُنظر إليه باعتباره رمزًا للهيبة والثقة، فهو صوت الناس إلى العالم، ووسيط فاعل بين الخبر والجمهور.

وتميز المذيع بقدرات صوتية عالية، وثقافة واسعة، وحضور لافت، ما جعله عنصرًا محوريًا في المشهد الإعلامي لعقود طويلة. ومع ذلك، ظل هذا الدور مرتبطًا بالعنصر البشري القادر على الربط والتفسير والتأثير.

لكن في الوقت الراهن، يشير الليثي إلى أن الذكاء الاصطناعي قد غيّر المعادلة. فقد ظهرت تقنيات قادرة على إنتاج أصوات بشرية تحاكي أداء المذيعين المحترفين بدقة، كما أن هناك روبوتات تُجيد قراءة الأخبار بلغة سليمة ونبرة عاطفية مدروسة. بل إن بعض القنوات العالمية بدأت فعليًا في الاعتماد على مذيعين افتراضيين قائمين على تقنيات الذكاء الاصطناعي.

مزايا المذيع الافتراضي

وسلط الليثي الضوء على أبرز المزايا العملية التي يقدمها المذيع الافتراضي للمؤسسات الإعلامية، وهي:
التكلفة المنخفضة: لا يتطلب المذيع الافتراضي راتبًا شهريًا، أو إجازات، أو تدريبًا مستمرًا.
السرعة والجاهزية: يستطيع قراءة الأخبار فور كتابتها، وعلى مدار 24 ساعة دون انقطاع.
التعددية اللغوية: يتحدث بعشرات اللغات بلكنات محلية متقنة.
التحكم الكامل: يُقلل من احتمالية وقوع الأخطاء البشرية أو زلات اللسان.
وأكد أن هذه الخصائص تدفع البعض إلى الاعتقاد بأن المذيع البشري أصبح شيئًا من الماضي.

ما الذي لا يمكن للذكاء الاصطناعي تقليده؟

ورغم الإمكانيات المبهرة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، شدد الليثي على أنه يظل أداة بلا روح حقيقية. فالمذيع البشري لا يقتصر دوره على إلقاء الأخبار فحسب، بل يُعد شخصية تفاعلية تبني علاقة وجدانية مع الجمهور.

وأضاف أن تعابير الوجه، الارتباك العفوي، النبرة الصادقة، وحتى الأخطاء الطفيفة، هي ما يمنح المذيع إنسانيته ويجعله قريبًا من المتلقي، وهو ما لا تستطيع الآلة تقليده بشكل كامل.

مستقبل المهنة: تكامل لا إلغاء

وأكد الليثي أن المؤشرات لا تدل على نهاية وشيكة لدور المذيع البشري، بل على تحول في شكله وطبيعته، موضحًا أن الذكاء الاصطناعي سيكون بمثابة شريك داعم للمذيع لا بديلًا عنه.

وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يتولى المهام الروتينية مثل قراءة النشرات القصيرة أو تقديم موجزات الأخبار، بينما يحتفظ المذيع البشري بالأدوار التي تتطلب التفاعل الحي، مثل البرامج الحوارية، التغطيات المباشرة، والتحقيقات الاستقصائية.

كما أشار إلى أن المذيعين يمكن أن يستفيدوا من أدوات الذكاء الاصطناعي في التحضير السريع للبرامج، وجمع المعلومات، وتحليل البيانات، مما يرفع من جودة الأداء الإعلامي ويخفف من الأعباء التقنية.

واختتم الليثي بالتأكيد على أن زمن المذيع لم ينتهِ بعد، لكنه دخل مرحلة جديدة من التحول والتطور. فالذكاء الاصطناعي قادر على إعادة تشكيل طبيعة العمل الإعلامي، إلا أنه لن يسلب المذيع دوره الإنساني المحوري في التأثير والتواصل.

وأشار إلى أن المذيع البشري سيبقى حاضرًا في الساحة الإعلامية، ربما بأعداد أقل، ولكن بقيمة أكبر، في ظل توزيع جديد للأدوار يتقاسم فيه الإنسان والآلة مساحة الحضور الإعلامي.

اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة