أكد الدكتور محمد بهاء الدين أبو شقة، المحامي بالنقض وأستاذ القانون، أن دور المحامي لا يقتصر على الحصول على البراءة، بل يشمل أيضًا أداء واجب الدفاع بمهنية وأمانة، حتى وإن انتهت القضية بتخفيف الحكم، معتبرًا ذلك نجاحًا حقيقيًا في مهنة المحاماة.
وقال "أبو شقة"، عبر تصريحات تيلفزيونية، إن المحامي لا يدافع عن تهمة، بل عن متهم، مشددًا على أنه لا يتولى الدفاع عن أي شخص لديه يقين بأنه ارتكب الجريمة، خاصة في قضايا الدم أو الشرف.
وأضاف:"لو ثبت لديّ يقين أن المتهم ارتكب الجريمة عدوانًا وبغير حق، لا يمكن أن أدافع عنه"، مؤكدًا أن هناك جرائم تُقدّر فيها المساحة القانونية، وأن تخفيف الحكم فيها يعد إنجازًا للدفاع.
وأوضح الدكتور محمد بهاء أبو شقة أن مهنة المحاماة لا تقوم على الوعود للموكلين، ولا ينبغي أن يُربط نجاح المحامي بنتيجة القضية، بل بمقدار التزامه بالمهنية وقيم العدالة، قائلاً:
"لا يجوز للمحامي أن يصطنع واقعًا أو يأتي بشاهد زور أو يخلق أدلة، فالمحاماة مهنة احترام وليست حرفة للمراوغة."
وأشار إلى أن المحامي الناجح هو من يتمتع بـ"الفصاحة وحسن العرض"، ولكن في إطار من الصدق والمرونة المهنية، مؤكدًا أن هناك قضايا لا يليق أن يرتبط بها اسم محامٍ يحترم نفسه ومهنته.
في جانب شخصي.. أبو شقة يتحدث عن والده
وخلال اللقاء، تحدث الدكتور محمد بهاء أبو شقة عن علاقته بوالده الراحل، المستشار بهاء الدين أبو شقة، مشيرًا إلى أنه مثّل له "أعلى مراتب المعنى والمكانة"، وكان نموذجًا في التعليم والتربية من خلال "صناعة المواقف" التي تُعلّم القيم بشكل عملي.
وأضاف:"أول ما تعلمته من والدي هو الاحترام. وعندما أخطأت واعتذرت، قال لي: الاعتذار شيم الرجال، ولكن الأفضل ألا تضع نفسك في موقف تحتاج فيه للاعتذار."
وأكد أنه كان يحمل لوالده مشاعر "الحياء قبل الخوف"، وأنه كان يستحي أن يخذله أو يُخطئ أمامه، معتبرًا هذه العلاقة النموذج الأسمى للتربية والتنشئة الأخلاقية.
رابط الحلقة : هنا
