قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن اليقين بأن "الله يكفي عبده" هو أساس قوة الأمة ومصدر الطمأنينة في المواقف الصعبة، موضحًا أن التمسك بالمبادئ والثبات على الموقف، رغم الضغوط الهائلة والمحاولات الممولة لإسقاط الدول، كان سببًا في أن تتحقق نتيجة مكلّلة بتوفيق الله تعالى.
وأضاف الورداني، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن جهود القيادة والشعب كانت جبّارة ومُدروسة، وأنما ما كُتِب لهذا الموقف من نجاح هو توفيق إلهي لمن يمسك بزمام الحق ويعمل لصناعة السلام بشرف وعدل، مشددًا على أن السلام الشريف ليس ضعفًا بل هو قوة منضبطة تقود إلى الفتح والبركة إذا صاحبها إرادة وإدارة صالحتان.
وأشار أمين الفتوى إلى جذور هذه القيمة في الحضارة المصرية القديمة، حيث نقش الأجداد على جدران معابدهم قوانين تحضّ على العدل ورفض الظلم والاعتداء، مستشهداً بتاريخ مصر في صناعة المعاهدات العادلة مثل معاهدة قادش التي مثّلت نموذجًا للتوازن وعدم الغلبة.
وقال الورداني إن رفض الخضوع لأي منظومة ظالمة أو أن تكون وسيلة لتمرير الإبادات والتهجير يعكس وعيًا أخلاقيًا ووطنياً، مضيفًا أن الشعوب عندما ترى الحقيقة تلجأ إلى رفض الظلم وأنصاف الحلول، ما يجعل موقف مصر واحدًا من مواقف الزمن التي تُعلّم العالم قيمة العدل والسلام.
وأكد الدكتور عمرو الورداني، أن السلام فطرة إلهية واسم من أسماء الله سبحانه وتعالى، وأن مصر بتمسكها بالعدل والقيم لم تَغِب عنها مدرسة الحضارة والإنسانية، مقتدية بتراثها الذي جعل العدل بداية السلام ودرعًا لحفظ الوجود.