أ
أ
يعلم الكثيرون مكانة سورة يس في القرآن الكريم، فهي توصف بـ "قلب القرآن"، ما يجعلها من أفضل ما يستفتح به المسلم يومه أو يختمه به، ومع أن فضل قراءتها معروف سواء قبل النوم أو في الصباح، إلا أن دعاء سورة يس لقضاء الحاجة قد لا يكون منتشرًا بنفس القدر، وهو دعاء عظيم الأهمية لكل من يسعى لتحقيق أمنياته أو رفع الظلم عنه.
دعاء سورة يس لقضاء الحاجة في الصباح
إليكم هذا الدعاء المبارك لقضاء الحوائج، والذي يُقال في الصباح:
بسم الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، بسم الله الذي لا إله إلا هو ذو الجلال والإكرام، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم.اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، يا مفرج فرج عنا، يا غياث المستغيثين أغثنا أغثنا يا رحمن يا رحمن ارحمنا يا رحمن ارحمنا.
اللهم إنك جعلت (يس) شفاءً لمن قرأها ولمن قرئت عليه، ألف شفاء وألف دواء وألف بركة وألف رحمة وألف نعمة، وسميتها على لسان نبيك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المُعِمَّة تعم لصاحبها خير الدارين، والدافعة تدفع عنا كل سوء وبلية وحزن، وتقضي حاجاتنا، احفظنا عن الفضيحتين: الفقر والدين.

سبحان المنفس عن كل مديون، سبحان المفرج عن كل محزون، سبحان من جعل خزائنه بين الكاف والنون، سبحان من إذا قضى أمرًا فإنما يقول له كن فيكون، فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون.
يا مفرج فرج عنا همومنا فرجًا عاجلًا برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم ارزقني رزقًا حلالًا بلا كد واستجب دعائي بلا رد، اللهم إني أعوذ بك من الفضيحتين: الفقر والدين، ومن قهر الأعداء، يفعل الله ما يشاء بقدرته، يحكم ما يريد بعزته. سبحان المنفس عن كل مكروب وعن كل محزون، سبحان العالم بكل مكنون.
سبحان مجري الماء في البحر والعيون، سبحان من جعل خزائنه بين الكاف والنون، سبحان من إذا قضى أمرًا فإنما يقول له كن فيكون، فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون.
يا مفرج فرج عنا، يا مفرج فرج عنا، يا مفرج فرج عنا «سبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون»، يا الله يا الله يا الله يا الله يا حميد يا مجيد يا من عندك مرادي عليك حفظي يا ناصر يا معين إياك نعبد وإياك نستعين، اللهم أعنا على كل حال بفضلك يا حليم بحرمة سورة (يس)، وببركة اسمك يا الله يا أرحم الراحمين.
اللهم منزل الكتاب و يا مجري السحاب، ويا هازم الأحزاب، انصرنا على جميع الأعداء.
اللهم إني أسالك بحق سورة يس وأسرارها وأنوارها وبركتها أن تتقبل مني ما دعوتك به وأن تقضي حاجتي يا أرحم الراحمين.
اللهم هذا الدعاء وعليك الإجابة، وهذا الجهد مني وعليك التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والحمد لله أولًا وأخيرًا وظاهرًا وباطنًا، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه الطيبين الأخيار الطاهرين وسلم تسليمًا كثيرًا دائمًا أبدًا إلى يوم الدين، وحسبنا الله ونعم الوكيل، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله في كل لمحة ونفس عدد ما في سعة علمه.

فضل قراءة سورة يس في الشرع
يُعرف لسورة يس فضل عظيم وثواب كبير في قراءتها، ومن ذلك ما أخرجه الدارمي والترمذي والبيهقي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ قَلْبًا، وَقَلْبُ القُرْآنِ يس». وورد أيضًا: «وَمَنْ قَرَأَ يس كَتَبَ اللهُ لَهُ بِقِرَاءَتِهَا قِرَاءَةَ القُرْآنِ عَشْرَ مَرَّاتٍ».أما عن فضل قراءتها قبل النوم أو في الليل، فقد روى ابن كثير في تفسيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ يس في ليلة أصبح مغفورًا له». وأخرج الطبراني وابن مردويه من حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا: «مَنْ دَاوَمَ عَلَى قِرَاءَةِ يس كُلَّ لَيْلَةٍ ثُمَّ مَاتَ، مَاتَ شَهِيدًا».
بالنسبة لحديث أن سورة يس "لِما قُرئت له"، والذي يُقصد به أنها لقضاء الحوائج وتسهيلها، فإن أهل العلم أنكروا نسبة هذا اللفظ إلى السنة النبوية، ومنهم العلامة السخاوي الذي قال إنه "لا أصل للحديث بهذا اللفظ". وقال ابن كثير في تفسيره إن من خصائص سورة يس أنها "ما قُرئت لشيء أو أمر عسير إلا يسره الله"، وهذا القول يُنسب إلى قائله لا إلى الله أو رسوله صلى الله عليه وسلم، فيحتمل الصواب والخطأ.

فضل قراءة سورة يس في الصباح
حثت السنة النبوية الشريفة على ذكر الله تعالى بعد صلاة الفجر. ففي حديث رواه الإمام الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ؛ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّة».وبناءً عليه، فإن قراءة سورة يس بعد صلاة الفجر تعد من أعظم الذكر، لكونها جزءًا من قراءة القرآن الكريم الذي ورد الأمر الشرعي بقراءته مطلقًا، وهذا الإطلاق يشمل عموم الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، فتتم القراءة فرادى أو جماعات، سرًا أو جهرًا، دون تقييد بهيئة معينة إلا بدليل.
لذا، لا مانع من قراءة سورة يس بعد صلاة الفجر، ولا حرج في المواظبة عليها، شرط ألا يتسبب ذلك في التشويش على بقية الذاكرين وقراء كتاب الله تعالى، استرشادًا بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقُرْآنِ» (رواه الإمام مالك والإمام أحمد).
أما عن فضل قراءة سورة يس للرزق، أو لفك السحر، أو للزواج، فبشكل عام، قراءة القرآن عمل صالح ومستحب ومن أفضل الأعمال. يُثاب الإنسان على الحرف الواحد بعشر حسنات. أما تحديد سور بعينها بعدد معين لجلب الرزق أو الزواج ونحو ذلك، فلم ترد فيه أحاديث صحيحة. ومع ذلك، فلا حرج في قراءتها شريطة أن تُقرأ السور كما هي دون تبديل للآيات أو تكرار لبعض الكلمات.

عن سورة يس
تُعد سورة يس من السور المكية في القرآن الكريم، وعدد آياتها ثلاث وثمانون آية. هي سورة عظيمة تركز بشكل أساسي على قضية البعث والنشور، كما تتطرق إلى مواضيع مهمة مثل توحيد الربوبية والألوهية وعذاب من لا يؤمن بها.كما تتميز سورة يس بقصر فواصلها ولها إيقاع عجيب في نفوس المؤمنين، وقد وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها قلب القرآن.