يشعر الكثير من الأشخاص بالذعر فور إحساسهم بألم في الصدر، إذ يرتبط هذا العرض مباشرة في أذهان العامة بأزمات القلب والنوبات القلبية، غير أن الحقيقة الطبية تشير إلى وجود عدة أمراض قد تُسبب أعراضًا مشابهة دون أن تكون ناتجة عن القلب، وهو ما يستدعي الوعي الكامل بطبيعة هذه الحالات من أجل تجنب التشخيص الخاطئ أو التهويل غير المبرر.

آلام الجهاز الهضمي ومشكلات المعدة

يُعد ارتجاع المريء والتهابات المعدة من أبرز الأسباب غير القلبية التي قد تؤدي إلى ألم في منطقة الصدر، فعندما ترتفع أحماض المعدة إلى المريء، يشعر المريض بحرقة شديدة في منتصف الصدر، وهي حالة شائعة قد تزداد سوءًا بعد تناول الطعام أو أثناء الاستلقاء، كما قد يصاحبها شعور بالغثيان أو طعم مر في الفم.

نوبات الهلع والقلق النفسي

تؤكد الدراسات الحديثة أن كثيرًا من مراجعي أقسام الطوارئ بشكوى ألم في الصدر يتبين لاحقًا أنهم يعانون من نوبات هلع أو قلق نفسي حاد، إذ تتسبب هذه الحالات في تسارع ضربات القلب، صعوبة في التنفس، وتشنج عضلات الصدر، مما يُحاكي أعراض الذبحة الصدرية.

التهابات الرئة والغشاء البلوري

من الأمراض التي تسبب ألمًا حادًا في الصدر أيضًا التهابات الرئة أو الغشاء البلوري المحيط بها، حيث يكون الألم مرتبطا بعملية التنفس العميق أو السعال، وقد يشتد مع الحركة أو عند الاستلقاء على أحد الجانبين.

مشكلات عضلية وعظمية في القفص الصدري

شد أو التواء العضلات الواقعة بين الأضلاع، وكذلك التهابات المفاصل الصدرية، يمكن أن تسبب ألمًا موضعيًا يُشبه إلى حد ما الألم الناتج عن أمراض القلب، وغالبًا ما يظهر هذا النوع من الألم بعد نشاط بدني عنيف أو حركة خاطئة، ويزداد مع اللمس أو الضغط المباشر على المنطقة المصابة.