قال الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، إن الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، أو ما يُعرف بالـ"بايبولار ديس أوردر"، هو حالة نفسية تتميز بوجود قطبين متعاكسين في المشاعر والسلوك، أحدهما يتمثل في الاكتئاب والآخر في المرح أو الهوس، مشيرًا إلى أن المرض لا يسير في نمط ثابت، فقد تأتي أكثر من نوبة اكتئاب متتالية قبل أن تظهر نوبة هوس، أو العكس.
وأوضح الدكتور المهدي، خلال حلقة برنامج "راحة نفسية"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن هذا الاضطراب يبدأ عادة في سن العشرينيات، وهي مرحلة حيوية في عمر الإنسان، وقد تظهر أولى نوباته على شكل اكتئاب شديد أو نوبة هوس تتبعها فترات استقرار مؤقت، مؤكدًا أن المرض رغم صعوبته فإنه يرتبط أحيانًا بسمات مميزة في الشخصية مثل الثراء العاطفي والإبداع الفني والفكري، إذ يمتلك المصاب طيفًا واسعًا من المشاعر نتيجة خبراته المتقلبة بين الصعود والهبوط.
وأضاف أستاذ الطب النفسي أن المعاناة من هذا الاضطراب تكون شديدة على المريض وأسرته، خاصة في حال غياب العلاج، حيث تتقلب المشاعر والسلوكيات بشكل حاد يشبه "قطار الملاهي"، مما يُرهق المحيطين به، لكن بالعلاج والالتزام الطبي يمكن للمريض أن يعيش حياة مستقرة ومنتجة.
وأشار إلى أن هذا المرض يعكس في طبيعته الثنائية الموجودة في الحياة نفسها، مثل ثنائية الليل والنهار، أو الفرح والحزن، لكن الفارق أن التوازن مفقود عند المريض، ما يجعل حالاته الوجدانية غير متناغمة.
وأوضح أن أعراض نوبات الاكتئاب تشمل فقدان الاهتمام بكل ما كان يسعد المريض من قبل، واضطرابات في النوم والشهية، وانخفاض الطاقة، وضعف التركيز، وتدني تقدير الذات، مؤكدًا أن التشخيص الدقيق والمتابعة الطبية المنتظمة هما الطريق إلى التعافي والاتزان النفسي.