قالت الدكتورة مريم الشافعي، الخبيرة التربوية، إن "كثير من الآباء والأمهات بيقعوا في خطأ كبير من غير ما يحسوا، وهو إنهم بيركزوا بس على التصرفات الغلط عند أولادهم، وده بيخليهم ينسوا يسلطوا الضوء على الجوانب الحلوة والمدفونة جواهم".
وأضافت خلال حوار مع الإعلامية مروة شتلة، ببرنامج "البيت"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء: "إحنا بنبروز دايمًا المشاكل: صوتك عالي، طريقتك مش عاجباني، ليه أوضتك مش مترتبة... فالعيل يسمع طول الوقت 'أنا كده كده وحش' فيقرر: طب خلاص، أهو أنا وحش بقى فعلاً، وهعيش على كده".
وأوضحت: "أغلب أولادنا بيردوا علينا بسلوك سلبي لأنهم جواهم حالة خناق حقيقية، سواء بسبب التغيرات النفسية في سن المراهقة أو بسبب المقارنة المستمرة اللي بيعيشوها من خلال السوشيال ميديا: هو شايف نفسه أقل من غيره، مش في النادي الصح، ولا عنده اللبس الأحسن، ولا المدرسة الأفضل.. فبيفضل يقارن ويدخل في دوامة جلد الذات".
وأكدت أن المشكلة بتبدأ تكبر لما يرجع المراهق البيت يلاقي انتقاد تاني، فيقفل على نفسه الأوضة والتليفون، وساعتها بتتكون فجوة كبيرة بينه وبين أهله، ممكن توصل لعدم الكلام لأيام من غير ما حد يفهم السبب الحقيقي.
وشددت على ضرورة الرجوع للتربية بالرحمة والتشجيع، قائلة: "المنهج النبوي علمنا إزاي نربي أولادنا من غير صدام، لما شاب راح للنبي ﷺ وقاله: ائذن لي بالزنا، النبي ما عنفوش، ولا زعق فيه.. حطّه جوه التجربة، وسأله: أترضاه لأمك؟ لأختك؟ ولما الشاب حس الموقف، اتراجع فورًا".
وتابعت: "إحنا محتاجين نربّي أولادنا على نقاط قوتهم، نعلّي صوت الضمير جواهم، ونرجع للتواصل الحقيقي اللي فيه حب واحتواء، بدل ما نخسرهم وسط زحمة الحياة والمقارنات اللي بتحاصرهم".