أكدت إيمان أبو قُورة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن الشريعة الإسلامية رحيمة بأصحاب الأعذار والمرضى، وأنها راعت ظروفهم ووَضعت لهم رخصًا خاصة في مسائل الطهارة والصلاة، بما يضمن أداء الفريضة دون مشقة أو حرج.
وقالت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، خلال حوار مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج "حواء"، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين: "ديننا الحنيف لا يُكلّف نفسًا إلا وسعها، ولذلك فقد أعطى للمريض أو من به عذر مستمر – كمن يُعاني من سلس البول أو انفلات الريح – رخصًا خاصة في الطهارة والصلاة، بشرط تحقق ما يُعرف في الفقه باستدامة العذر."
وأوضحت أن استدامة العذر تعني استمرار الحدث أو العجز عن التطهر طوال وقت الفريضة، من أول دخول وقت الصلاة إلى خروجها، دون أن يجد المريض وقتًا كافيًا يزول فيه العذر ليتمكن من الطهارة وأداء الصلاة، موضحة: "من استمر معه العذر بهذا الشكل يُعامل في الشريعة كصاحب عذر، وتُعطى له رخص خاصة، مثل الوضوء لكل صلاة بعد دخول وقتها، ويصلي بهذا الوضوء الفريضة والنوافل، حتى وإن استمر الحدث."
وفيما يخص أنواع الأعذار، قالت أبو قُورة: "العذر إما أن يكون باستمرار الحدث، مثل من به سلس بول أو جرح لا يتوقف نزيفه، أو أن يكون بعجز تام عن استخدام الماء، مثل من يُصيبه ضرر أو مشقة شديدة من استعمال الماء بناءً على رأي الطبيب المختص."
أما عن كيفية الطهارة والاغتسال لأصحاب الأعذار، فقد أكدت: "كل حالة تُقدّر بقدرها، فمن لا يستطيع استخدام الماء على عضو معين يتطهر لبقية جسده ويتيمم عن العضو المصاب، ومن لا يستطيع استخدام الماء مطلقًا فيغتسل بالتيمم كاملاً، بشرط أن يكون هذا بناءً على تقرير طبي واضح، وهذه الرخصة ليست تهاونًا بل تيسيرًا ورحمة."
وشددت أبو قُورة على أن الإسلام لا يسقط العبادة عن أحد، لكنه يُبقي على المقصد دون تحميل المشقة، مؤكدة: "المريض لا يُطالب بما يعجز عنه، لكن لا يُعفى من العبادة، بل يُؤديها بما يستطيع، وهو في ذلك مأجور غير مأزور."