أ
أ
يتناول المهندس محمود عطا، استشاري الإدارة المركزية بوزارة الزراعة، في مقاله "هوس المظهر وسفاهة المنطق" قضية سلوكيات بعض الشخصيات التي تتولى مناصب مرموقة، مسلطاً الضوء على التناقض الصارخ بين ما يبدو عليهم وما هو حقيقي في دواخلهم.
يوضح المهندس عطا أنه، كفرد عادي، يشعر بالاشمئزاز من التصرفات التي لا تليق بأصحابها، خاصة عندما يرى شخصاً ذا مكانة يرتدي ثوب الفضيلة والأخلاق، بينما يتأكد يقيناً أنه على النقيض تماماً.
المظهر ليس شكلياً فقط: حين تكشف الأقوال عن "المهووس"
يؤكد المهندس عطا أن المظهر لا يقتصر على الملابس الفاخرة أو الإكسسوارات، بل يتجاوز ذلك ليشمل الأحاديث والتصريحات التي تكشف عن شخصية صاحبها "المهووس". يصف كيف أن بعض الأفراد الذين يصلون إلى مناصب لم يتوقعوها، قد يصابون بـ"تضخم في الذات وتورم في العقل"، فيتحدثون بغطرسة ويدّعون أنهم الأذكى والأقرب للحقيقة، بل ويدّعون امتلاكها دون سواهم.يرى الكاتب أن هذا السلوك، بناءً على قراءته المتواضعة في علم النفس، يشير إلى شخص مريض يجب علاجه، ولا يقتصر هذا العلاج على المريض نفسه، بل هو ضروري لحماية المحيطين به.
وتزداد الخطورة إذا ما تولى هذا الشخص مسؤولية كيان ضخم كوزارة أو مؤسسة، في هذه الحالة، تتجلى "سفاهة المنطق" حيث يُفسر النقد على أنه إهانة، ويُنظر للآخر على أنه ضرورة للرفض، وتُسخّر الحياة بأكملها لخدمة "أفكاره العبقرية" المتضخمة.
هل آن الأوان لإجراء كشف نفسي للمسؤولين؟
في ظل هذه الظاهرة المنتشرة في المجتمع العربي، الذي يعاني من موروثات وعادات وتقاليد غير صحيحة، يطرح المهندس عطا تساؤلاً هاماً: ماذا لو ناشدنا أصحاب القرار ألا يتولى أي شخص مسؤولية وظيفية إلا بعد الكشف النفسي عليه؟ يرى أن هذا الإجراء ضروري لحماية حياتنا، ويذكر أمثلة على هذه المناصب بدءاً من المذيعين في القنوات الفضائية، ووكلاء الوزارات، ومديري المدارس، وعمداء الكليات، وصولاً إلى الوزراء.يختتم المهندس عطا مقاله بتساؤل: هل ينتقص إجراء الكشف النفسي للمرشحين للوظائف القيادية من قيمة الدولة أو هيبتها؟ يُدرك الكاتب أن هذا المطلب قد يبدو حلماً أو أمنية، لكنه يؤكد أن أعظم الأحلام التي تحققت كانت في بدايتها مجرد أمنيات. لعلها دعوة صريحة ومباشرة نحو بناء قيادات تتمتع بوعي وصحة نفسية أفضل، بما يخدم مصلحة الوطن والمواطنين.
المهندس محمود عطا يكتب .. هوس المظهر وسفاهة المنطق