قال الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر الشريف، إن المصارحة بين الزوجين تعتبر من أهم الأسس التي تبني عليها العلاقة الزوجية الناجحة، لكنها ليست مطلقة، بل لها حدود وحكم تحفظ سلامة الطرفين وتمنع استغلال الأسرار وقت الخلافات.
وأوضح أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر الشريف، خلال حلقة برنامج "راحة نفسية"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن الشفافية مهمة، لكن هناك أسرار شخصية خاصة جداً تشكل حوالي 10% من الأمور التي لا ينبغي البوح بها لأي شخص، حتى بين الزوجين، حفاظًا على خصوصية كل طرف وسلامة العلاقة، أما 60% من الأسرار فهي مناسبة للمشاركة مع الطرف الآخر أو المقربين، بينما 30% منها قد تكون أقل حساسية ويمكن تداولها ضمن دوائر أوسع.
وأضاف: "المصارحة لا تعني كشف كل شيء بلا ضوابط، فالحديث عن الخبرات العاطفية السابقة أو العلاقات الماضية يجب أن يتم بحذر وبما لا يؤذي الطرف الآخر ولا يثير الشكوك أو يؤثر على الثقة بين الزوجين، كما أن هناك أسرارًا عن الطفولة أو العائلة أو حتى العمل قد يكون من الحكمة أن تحاط بحذر، خاصة إذا كانت قد تؤدي إلى نزاعات أو استغلال".
وحذر الدكتور المهدي من أن بعض الأسرار قد تُستخدم كأدوات ضغط أو ابتزاز في أوقات الخلافات، لذا يجب أن يكون هناك وعي من كلا الزوجين بمسؤولية الحفاظ على هذه المعلومات وعدم توظيفها بشكل سلبي.
وفيما يتعلق بالأمراض الجسدية أو النفسية التي قد تكون وراثية أو تؤثر على الطرف الآخر، أكد الدكتور المهدي على ضرورة الإفصاح عنها في فترة التعارف أو الخطوبة لضمان الشفافية وعدم حدوث مشاكل لاحقًا.
وأشار أيضًا إلى أن العلاقة الزوجية تحتاج إلى توازن بين الصراحة والخصوصية، ولا ينبغي أن تتحول المصارحة إلى كشف مفرط يُسبب مشاكل أو يقلل من الاحترام المتبادل.
