أكد الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر الشريف، أن العلاقات القديمة التي انتهت دون ارتباط رسمي أو معرفة الآخرين بها، تُعتبر من الأمور التي لا يُفضل البوح بها بين الزوجين، حفاظًا على الاستقرار النفسي، إذ إن ذكرها قد يزرع بذور الشك ويؤثر سلباً على الثقة، لذلك من باب الستر تُترك هذه الأمور دون حديث.
فيما يخص الأمور المالية، أشار أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر الشريف، خلال حلقة برنامج "راحة نفسية"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، إلى ضرورة أن يكون هناك اطلاع عام من الزوجين على الوضع المالي لكل منهما، لكن دون الغوص في التفاصيل الهامشية أو الأمور التي قد تسبب اعتماد مفرط أو استغلال، للحفاظ على التوازن في العلاقة.
وحول الأمراض، أوضح أن الصراحة هنا واجبة، خصوصًا الأمراض المزمنة كالسكري، الضغط، وأمراض المناعة أو النفسية الخطيرة مثل الفصام أو الاضطراب الوجداني الثنائي القطب، لأنها تؤثر في حياة الطرف الآخر وتتطلب دعماً وتفهماً مشتركاً، لكن الأمراض العارضة كالإنفلونزا أو اللوز لا تستحق الإفصاح المفصل.
كما شدد على أن الكشف عن الأمراض النفسية يجب أن يتم بحكمة، بطريقة تُجنب الطرف الآخر الخوف أو القلق المفرط، مع إمكانية إشراك طبيب للتوعية والمساعدة.
فيما يتعلق بالأسرار العائلية، أشار الدكتور المهدي إلى ضرورة احترام خصوصيات العائلة، وعدم إفشاء أسرار الأخوة أو الوالدين للزوج أو الزوجة، حفاظاً على العلاقات الأسرية ومنعاً لوقوع مشاكل غير ضرورية.
بالنسبة للحياة الخاصة والعلاقات السابقة، نصح بعدم الإفصاح إذا كانت الأمور انتهت بالكامل ولا تؤثر في الحاضر، لكن في حال وجود مشاكل أو نقص في العلاقة الزوجية، يجب التحدث بصراحة لتعزيز التفاهم وتحسين العلاقة.
أما عن الممارسات الخاطئة كالعلاقات خارج إطار الزواج أو الإدمانات مثل المخدرات أو الإباحية، فالأفضل الإفصاح والمواجهة بصدق حتى يمكن معالجة المشكلة، لأن الإخفاء يؤدي لاستمرار الخطأ وتفاقم الوضع.
أما الأمور المهنية وأسرار العمل، فمن الحكمة عدم كشفها للشريك لتجنب المشاكل وحماية خصوصية العمل.
أكد أن الصراحة هي أساس العلاقة الصحية بين الزوجين، لكنها تحتاج إلى حكمة في اختيار الوقت والطريقة والمقدار المناسبين، مع مراعاة مشاعر الطرف الآخر والحفاظ على الثقة والاحترام المتبادل.