تأتي استضافة مصر لاجتماعات مركز الأرز الأفريقي في توقيت هام يتزامن مع موسم حصاد محصول الأرز، مما يتيح فرصة مميزة للدول الأعضاء في المنظمة للاطلاع على تجربة مصر الريادية في إنتاج الأرز ومضاعفة محصوله من خلال استنباط أصناف متنوعة وذات إنتاجية عالية.

وقد حققت مصر إنجازاً زراعياً بارزاً، حيث أصبحت الدولة الأولى عالمياً في إنتاجية الأرز لكل وحدة مساحة، بعد مضاعفة إنتاجية الفدان من 2.6 طن إلى نحو 4.5 طن، وتقليل مدة بقاء الأرز في الأرض من 160 يومًا إلى أقل من 120 يومًا، ما ساهم بشكل كبير في خفض استهلاك المياه وتعزيز الكفاءة الزراعية.

وأكد الدكتور خالد جاد، وكيل معهد بحوث المحاصيل الحقلية، في تصريح خاص لـ اجري نيوز  أهمية استضافة مصر منتدى مركز الأرز الأفريقي في توقيت يتزامن مع موسم حصاد الأرز، حيث يتيح ذلك لدول المنظمة فرصة الاطلاع على تجربة مصر الرائدة، ومشاهدة أصناف الأرز المختلفة، والتعرف على نظم الزراعة الحديثة التي اعتمدتها مصر.

وأشار الدكتور جاد إلى أن مصر نجحت في استنباط أكثر من 8 أصناف أرز عالية الإنتاجية، منها الأصناف عريضة الحبة ورفيعة الحبة، والتي تتناسب مع الزراعة المباشرة دون الحاجة للمشتل، مع إمكانية ريها كل 8 أيام، ما يحقق توفيرًا كبيرًا في المياه والتكاليف.

وأضاف  الدكتور جاد أن مصر تقود حالياً منظومة زراعة الأرز في القارة الأفريقية من خلال مجموعة المزارع المشتركة بين مصر وتسع دول أفريقية، والتي تُطبق فيها أحدث نظم تربية وزراعة الأرز باستخدام تقنيات الزراعة الحديثة والحدية، بهدف نشر أصناف الأرز المصرية ذات الجودة العالية والتكيف مع ظروف المناخ والتربة المختلفة.

وأوضح الدكتور جاد أن التجربة المصرية في إنتاج الأرز أصبحت نموذجًا يحتذى به في أفريقيا، حيث تسعى الدول الأفريقية إلى تبني برامج التربية الزراعية المصرية واستيراد أصناف مماثلة، وذلك لتعزيز الإنتاجية ومواجهة التحديات المناخية مثل تغير الحرارة وملوحة التربة.

وأفاد الدكتور جاد أن منتدى مركز الأرز الأفريقي يشهد حلقات علمية ونقاشات موسعة بين الدول المشاركة حول تأثيرات التغيرات المناخية على إنتاج الأرز، وطرق التغلب على الظروف الصعبة كملوحة التربة وارتفاع درجات الحرارة، مؤكدًا أن الأراضي الأفريقية تتمتع بإمكانيات كبيرة للاستثمار الزراعي في زراعة الأرز، خاصة في الدول التي تشهد معدلات أمطار مناسبة.

 يأتي هذا المنتدى في إطار جهود مصر الرامية إلى تعزيز التعاون الزراعي الأفريقي، ونقل الخبرات والتقنيات الحديثة في مجال إنتاج الأرز، لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة في القارة.