أكد الدكتور خالد جاد، المتحدث الإعلامي باسم وزارة الزراعة، أن الإرشاد الزراعي يمثل حلقة الوصل الأساسية بين البحث العلمي والمزارع المصري، من خلال نقل أحدث التوصيات الفنية والمعلومات الزراعية، بما يسهم في تحقيق أعلى معدلات الإنتاجية وجودة المحاصيل.

 الإرشاد الزراعي يعرف  المزارعين بالأصناف الجديدة لمحصول القمح  

وأوضح جاد أن الإرشاد الزراعي يلعب دورًا محوريًا في تعريف المزارعين بالأصناف الجديدة لمحصول القمح  ومميزاتها، ونشر أفضل الممارسات الزراعية، إلى جانب مساهمته في مواجهة التغيرات المناخية، ومكافحة الآفات والأمراض، والتعامل مع مشكلات ملوحة التربة والمياه، ما يجعله أحد الركائز الأساسية للعملية الزراعية في مصر.

نقص ملحوظ في أعداد مراكز ومرشدي الإرشاد الزراعي

وأشار إلى وجود نقص ملحوظ في أعداد مراكز ومرشدي الإرشاد الزراعي على مستوى المحافظات، لافتًا إلى أن مركز البحوث الزراعية يعمل على سد هذه الفجوة عبر تنفيذ حملات إرشادية قومية تغطي مختلف أنحاء الجمهورية، بالتعاون مع الباحثين والجامعات المصرية، من خلال تنظيم ندوات وأيام حقل وحصاد لضمان وصول نتائج البحث العلمي إلى المزارعين.

 إنشاء  25 ألف حقل إرشادي للقمح على مستوى الجمهورية

وأكد المتحدث أن الإرشاد الزراعي نفذ خلال عام 2025 حملة قومية كبرى تضمنت إنشاء نحو 25 ألف حقل إرشادي للقمح على مستوى الجمهورية، بواقع نحو 5 حقول بكل قرية، مقارنة بـ7 آلاف حقل فقط خلال عام 2024، وهو ما أسهم في زيادة معدلات توريد القمح بنحو 4 ملايين طن.

ارتفاع متوسط إنتاجية فدان القمح من 19.3 أردب إلى نحو 20 أردبًا

وأضاف أن هذه الجهود أدت إلى ارتفاع متوسط إنتاجية فدان القمح من 19.3 أردب إلى نحو 20 أردبًا، وزيادة الناتج القومي من القمح ليقترب من 10 ملايين طن.

وأوضح جاد أن لكل محصول خطة إرشادية زمنية تبدأ قبل الزراعة، تشمل التوعية بمواعيد الزراعة المناسبة واختيار الأصناف وطرق الزراعة السليمة، ثم حملات أثناء الموسم لمكافحة الحشائش والأمراض، وحملات قبل الحصاد للحد من الفاقد وتشجيع التوريد.

التوسع في زراعة  القمح على المصاطب  توفر  20% 

ولفت إلى أن القمح يتصدر أولويات الحقول الإرشادية، مع التوسع في الزراعة على المصاطب التي توفر نحو 20% من مياه الري و30% من التقاوي، يليه محصول الأرز من خلال التوعية بالأصناف الأقل استهلاكًا للمياه والزراعة الجافة، ثم الذرة الشامية لأهميتها في نظم الزراعة التبادلية وترشيد المياه.

وأشار إلى توجه الدولة نحو الزراعة الرقمية عبر الإرشاد الرقمي، من خلال تطبيقات ذكية تساعد المزارعين على متابعة التغيرات المناخية المتوقعة والتعامل مع آثارها، وتقديم تحذيرات مبكرة من الأمراض والآفات، وذلك بالتعاون مع منظمات دولية.

وأكد أن أهداف الإرشاد الزراعي تتركز في زيادة الإنتاج، وخفض تكاليف الزراعة، وترشيد استخدام المياه في ظل محدودية الموارد المائية.

وفيما يخص التحديات، أوضح جاد أن المشكلات تختلف من محافظة لأخرى، ومن أبرزها ملوحة التربة والمياه، وانتشار بعض الآفات مثل دودة الحشد الخريفية، ووجود مبيدات مغشوشة بالأسواق، مشيرًا إلى جهود وزارة الزراعة في مواجهتها عبر الحملات الرقابية والتوعوية، ودعم الشركات المعتمدة لتقديم الإرشاد الفني السليم.

وأشار إلى أن الوزارة تعتمد في نشر الوعي على مبادرة «معاك في الغيط»، التي تقدم فيديوهات قصيرة ومواد مصورة توضح أفضل الممارسات الزراعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب بث التوصيات الزراعية عبر قناة مصر الزراعية، والبرامج الإرشادية بالإذاعة المصرية وقنوات ماسبيرو.

واختتم جاد تصريحاته بالتأكيد على أن نتائج الحقول الإرشادية باتت واضحة مع مواسم الحصاد، حيث أسهمت في زيادة الإنتاج وتحسين دخل المزارعين، وتقليل الفاقد، وخفض ساعات الري وكميات الأسمدة المستخدمة، بما يعكس الدور الحيوي للإرشاد الزراعي في دعم التنمية الزراعية المستدامة.