قالت الدكتورة نهاد مصطفى، أستاذ البن فى معهد بحوث البساتين بوزارة الزراعة ، إنه يجرى حاليا تجهيز زراعة شتلات من المحصول للموسم القادم نظرا لوجود إقبال خلال الفترة الأخيرة على زراعة البن من جانب المزارعين بشكل تجريبى فى حقولهم للوقوف على جدواه الاقتصادية، حيث نجد هناك تجارب خاصة صغيرة ناجحة فى أماكن متفرقة نجحت بها نمو وإثمار نبات البن كما فى إدكو البحيرة والإسماعيلية والقليوبية وأسيوط والمنيا.
وأضافت "مصطفى" ونتيجة لتطور تكنولوجيا البحث العلمى وتكنولوجيا الإنترنت وتبادل المعرفة والمعلومات وكذلك العامل الهام والرئيسى التغيرات المناخية المصرية الملاحظ من ارتفاع درجة الحرارة مع الرطوبة الجوية النسبية أصبح هذا يلائم نمو وتزهير وعقد ثمار أغلب الفواكه الاستوائية مثل الدراجون فروت والباشون فروت والجاك فروت والليتشى واللونجان والبن.
وأوضحت أستاذ البن فى معهد البساتين أن الفترة الأخيرة شهدت ارتفاعا فى أسعار البن عالميا حيث وصل سعر الطن من 4200 إلى 5500 دولار لأسباب مناخية كما حدث فى البرازيل أو سياسيا وتستورد مصر منه قرابة 70 ألف طن سنويا، الأمر الذى أدى إلى بدء مركز البحوث الزراعية ممثلا فى معهد بحوث البساتين قسم الفاكهة الاستوائية بإجراء كافة الأبحاث التى تؤدى لنجاح تجربة الزراعة للبن تحت الأجواء المصرية للحد من تقليل تكلفة الاستيراد جزئيا.
وأشارت " مصطفى" إلى أن تطوير أبحاث توطين زراعة البن فى مصر ليست وليدة اليوم ولكن تم البدء فى إجراء البحوث العلمية منذ 2007 م بهدف إنشاء قاعدة معلومات عن جميع الاحتياجات لجميع العمليات الفنية الزراعية لنبات البن لتمام النجاح من أول الإكثار ثم الزراعة فى الأرض المستديمة حتى الإثمار والحصاد.
ولفتت أستاذ البن فى معهد البساتين إلى أن شجيرة البن تزهر بعد ثلاث أو أربع سنوات وتعطى محصولا جيدا بعد 5 سنوات من الزراعة فى الأرض المستديمة إذا توافرت لها الظروف المناخية الملائمة وخاصة معدلات الرطوبة والظل، مشيرة إلى أنه تم تدقيق إنتاجية أشجار البن على المستوى البحوث التطبيقى وحققت مصر نجاحا خلال الموسم الحالى حيث بلغت إنتاجية الشجرة الواحدة من البن فى محطة بحوث البساتين فى القناطر الخيرية ما يتراوح بين 7 – 9 كجم للشجرة الواحدة.
وأضافت "مصطفى" أن زراعة فدان البن تحتاج إلى 300 شجرة بن تحقق إنتاجية تصل لأكثر من 1.5 طن للفدان كحد أدنى مع الالتزام بالتوصيات الفنية الصادرة عن المتخصصين فى زراعة البن لضمان تحقيق أفضل إنتاجية، مشيرة إلى أنه رغم نجاح تجارب زراعة البن فى الأراضى المكشوفة فى القناطر الخيرية إلا أنه يمكننا استغلال المساحات المنزرعة بحدائق الموالح والمانجو لزراعة البن داخلها على طريقة الزراعة المزدوجة دون الحاجة لتعديل المناخ.
وأوضحت أستاذ بحوث البن فى معهد بحوث البساتين أن التغيرات المناخية التى يتعرض لها العالم ومنها مصر ساهمت فى ارتفاع معدلات الرطوبة فى مختلف الأراضى والتى تعد بيئة مناسبة لضمان تحقيق إنتاجية مناسبة لزراعة البن فى مصر، أو زراعتها تحت الصوب الزراعية.
ولفت "مصطفى" إلى أن الموطن الأصلى للبن هو المناطق الاستوائية فى إفريقيا مثل إثيوبيا والجزيرة العربية فى اليمن ثم باقى المناطق الحارة فى العالم فى البرازيل، بينما تمت زراعته فى مصر بمزرعة محطة بحوث البساتين بالقناطر الخيرية فى محافظة القليوبية التابعة لمعهد بحوث البساتين ومركز البحوث الزراعية وأيضا فى مناطق محدودة من محافظة البحيرة، موضحة أنه يجرى حاليا العمل على إنتاج الشتلات بطرق الإكثار المختلفة لزيادة مساحة زراعته لما للثمار من أهمية وطلب المزارعين له
.
وأشارت أستاذ بحوث البن إلى أن ثمرة البن تتميز بعدد من الصفات منها أنها تكون فى البداية مثل العنبة كروية الشكل وقطرها من 1 – 1،5 سم تأخذ اللون الأخضر عند النمو وتتحول تدريجيا إلى اللون الأحمر عند النضج وهنا تحصد، مشيرة إلى أنه إذا تركت على الأشجار فتتحول إلى اللون الغامق أو الداكن وتكون غير صالحة للاستهلاك وتستمر من بداية التزهير حتى النضج حوالى من 6:7 شهور وتحتوى الثمرة على بذرتين محاط بكل بذرة غلاف جلدى.



