كشف الدكتور سليمان عمران، مساعد رئيس مركز البحوث الزراعية ورئيس البرنامج القومي لإنتاج البطيخ، عن نجاح مصر في تحقيق نسبة اكتفاء ذاتي وصلت إلى 97% من بذور البطيخ، بعد جهود مكثفة في تطوير وإنتاج هجن محلية متميزة ضمن البرنامج الوطني.
وأوضح عمران، في تصريحات خاصة، أن السوق المصري كان يعتمد سابقًا على استيراد نحو 8 أطنان من بذور البطيخ سنويًا، إلا أن هذا الرقم تراجع مؤخرًا إلى حوالي 500 كيلو فقط، تُستخدم معظمها لأغراض التجارب من قبل بعض الشركات، وهو ما يعكس التقدم الكبير في مجال إنتاج البذور محليًا.
وأضاف أن البرنامج القومي لإنتاج البطيخ نجح في تطوير عدد من الهجن المصرية الجديدة، أبرزها: "مصر 1" و"مصر 2" وهجين "البرنس"، والذي ينتمي لطراز "جيزة" المعروف، ويتميز بارتفاع محتوى السكر، وقوام مرمل، وقشرة قوية، فضلًا عن مقاومته العالية للآفات والأمراض، وهو ما أدى إلى إقبال متزايد من المزارعين والشركات خلال السنوات الثلاث الأخيرة على زراعته.
وأكد الدكتور عمران أن مركز البحوث الزراعية بدأ التعاون مع عدد من الجهات بالدولة لإنتاج هذه الهجن داخل صوب زراعية متطورة بمناطق مثل العلمين والساحل الشمالي الغربي، في إطار الاستجابة للطلب المتزايد عليها، وتعزيز دعم السوق المحلي.
مواعيد زراعة البطيخ في مصر
وفي سياق متصل، أشار عمران إلى أن مواعيد زراعة البطيخ تأثرت بالتغيرات المناخية، موضحًا أن أولى العروات تبدأ في أغسطس بمحافظة أسوان، ويُحصد المحصول في نوفمبر، وتخصص غالبًا للتصدير، بينما تبدأ العروة الثانية في نوفمبر ويتم جمعها في مارس للسوق المحلي، فيما تنطلق العروة الثالثة في دلتا مصر بداية من مايو.
ولفت إلى أن بعض المساحات المتبقية تُزرع حاليًا في مناطق مثل بنجر السكر بالبحيرة والعلمين، لكنها لا تكفي لتغطية احتياجات السوق بالكامل.
تأثير التغيرات المناخية على جودة البطيخ
وكشف الدكتور عمران عن أثر ارتفاع درجات الحرارة الليلية على جودة محصول البطيخ، مؤكدًا أن درجة الحرارة المثالية التي تسمح بتحول المواد النشوية إلى سكريات داخل الثمرة لا يجب أن تتجاوز 22 درجة مئوية ليلًا، وهو ما لا يتحقق حاليًا في ظل الظروف المناخية الراهنة، مما يؤدي إلى نضج الثمار فسيولوجيًا دون الوصول إلى المذاق السكري المفضل لدى المستهلكين.