الخميس، 09 ذو الحجة 1446 ، 05 يونيو 2025

ثروة في "الزراعة": 36 مليون طن مخلفات زراعية.. خطة قومية لتحويلها لوقود وأعلاف وأسمدة ومواجهة التغيرات المناخية

ذرة الذرة  ارض
ذرة
أ أ
techno seeds
techno seeds
كشفت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي عن خطة طموحة للاستفادة من المخلفات الزراعية في مصر، مؤكدة أنها تمثل كنزًا بيئيًا واقتصاديًا مهملًا، حيث يمكن تحويلها إلى وقود حيوي، أعلاف، وأسمدة، مع تحقيق فوائد جمة للمزارعين والبيئة على حد سواء. وتأتي هذه الخطة في ظل التحديات المناخية المتزايدة وزيادة حوادث الحرائق الناتجة عن عدم الاستفادة من هذه المخلفات.

المخلفات الزراعية: أرقام ضخمة وفرص مهدرة

أوضح تقرير صادر عن وزارة الزراعة أن إجمالي متبقيات المخلفات الزراعية على مستوى الجمهورية يبلغ 36 مليون و89 ألف طن.

وتتوزع هذه الكميات الضخمة على محافظات الجمهورية كالتالي:


الوجه البحري: يتصدر القائمة بـ 21 مليون و55 ألف طن على مساحة محصولية تبلغ 8.6 مليون فدان، وتشمل المحافظات الكبرى في هذا الصدد: البحيرة (4.5 مليون طن)، الشرقية (4.2 مليون طن)، الدقهلية (3.3 مليون طن)، وكفر الشيخ (2.8 مليون طن).
مصر الوسطى: تسجل 6 ملايين و13 ألف طن على مساحة 2.7 مليون فدان، وتأتي المنيا في المقدمة بـ 2.2 مليون طن، تليها بني سويف بـ 1.2 مليون طن.

مصر العليا: تبلغ 4 ملايين و470 ألف طن على مساحة 2.1 مليون فدان، وتتصدر أسيوط بـ 1.4 مليون طن وسوهاج بـ 1.3 مليون طن.
خارج الوادي والدلتا: يبلغ إجمالي المخلفات 4 ملايين و468 ألف طن، وتبرز النوبارية بـ 3 ملايين و24 ألف طن.

خطة الزراعة: تحويل المخلفات إلى ثروة

تستهدف وزارة الزراعة، بالتنسيق مع وزارتي البيئة والتنمية المحلية، وضع منظومة متكاملة لتدوير المخلفات الزراعية بهدف:


إنتاج الوقود الحيوي: كبديل نظيف للطاقة.

- تصنيع الأعلاف الحيوانية: لخفض تكاليف الإنتاج وزيادة الموارد المتاحة للمزارعين.
- إنتاج الأسمدة العضوية: لتحسين خصوبة التربة وتقليل الاعتماد على الأسمدة الكيماوية.
وتشمل الخطة الاستفادة من مخلفات محاصيل رئيسية مثل الأرز، الذرة، القطن، والنخيل.

فوائد متعددة لتدوير المخلفات الزراعية:

أكد الدكتور فوزي أبودنيا، رئيس بحوث استخدام المخلفات الزراعية بمعهد الإنتاج الحيواني، أن الاستفادة من هذه المخلفات تحقق فوائد جمة تشمل:

زيادة دخل الفلاح: من خلال توفير فرص عمل جديدة وإقامة صناعات صغيرة على المخلفات، مثل زراعة عيش الغراب وإنتاج الأعلاف الخضراء.
تحسين الوضع الاقتصادي والبيئي: عن طريق تقليل التلوث الناتج عن حرق المخلفات (ظاهرة السحابة السوداء)، وتوفير بدائل نظيفة للطاقة.


رفع المستوى الصحي والاجتماعي بالريف: بتحسين جودة المنتجات الزراعية وتوفير بيئة صحية.

خصوبة التربة: تخفيض معدلات استخدام الأسمدة المعدنية والصناعية والمبيدات الكيماوية، وزيادة إنتاجية وخصوبة الأراضي الزراعية باستخدام الأسمدة العضوية.

مكافحة الآفات: قطع دورة حياة العديد من الحشرات والقوارض التي تتخذ من المخلفات مأوى لها.
حماية المياه الجوفية: التخلص الآمن والصحي من المخلفات يحمي مخزون المياه الجوفية من التلوث.

أنواع المخلفات وطرق الاستفادة منها:
صنف الدكتور أبودنيا المخلفات النباتية إلى:

مخلفات الأجزاء الورقية: وهي الأغنى في الطاقة، البروتين، الفيتامينات، والأملاح المعدنية (مثل أوراق الكرنب، القصب، والموز).
مخلفات السيقان: غنية بالألياف والكربوهيدرات (مثل سيقان الذرة، الأرز، والقطن).

مخلفات الجذور والدرنات: غنية بالطاقة (مثل درنات البطاطا، البطاطس، والبنجر).

وأوضح أن هناك طرقًا عملية للاستفادة من هذه المخلفات في تغذية الحيوانات المزرعية، منها: استخدامها كما هي بعد التقطيع، خلطها مع المخلفات الجافة، عمل "دريس" (تجفيفها لحفظها لفترات طويلة)، وعمل "سيلاج" (حفظها بالتخمير).


كما يشمل مفهوم المخلفات الزراعية ليس فقط البقايا النباتية الحقلية، بل أيضًا مخلفات التصنيع الزراعي سواء كانت نباتية المصدر (كالمخلفات الناتجة عن المعاصر، المطاحن، مصانع السكر) أو حيوانية المصدر (كمخلفات المجازر مثل مسحوق الدم والعظام، ومخلفات مصانع الألبان والأسماك).

تؤكد وزارة الزراعة على أن تدوير المخلفات الزراعية يمثل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، وحماية البيئة، وتعظيم العائد الاقتصادي من الأراضي الزراعية.
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة