تُعد دودة درنات البطاطس واحدة من أخطر الآفات التي تصيب محاصيل العائلة الباذنجانية، والتي تشمل البطاطس، والطماطم، والباذنجان، والفلفل، والدخان، والداتورة. وتكمن خطورة هذه الآفة في قدرتها على الانتقال بسهولة بين النباتات المزروعة في أماكن متقاربة، ما يزيد من صعوبة السيطرة عليها واحتوائها.

بداية ظهور الآفة وانتشارها

دخلت هذه الحشرة إلى الأراضي الزراعية المحلية في بدايات القرن العشرين عن طريق شحنات بطاطس مستوردة، مما أدى إلى انتشارها بشكل واسع، وتسببت في خسائر كبيرة نتيجة إتلافها للدرنات من الداخل، حيث تقوم بوضع بيضها على "العيون" في الدرنات، مما يجعلها غير صالحة للاستهلاك أو التسويق.

مراحل الإصابة ومظاهرها

تبدأ الإصابة غالبًا عند اكتمال نمو الدرنات، وتحديدًا بعد حوالي 75 يومًا من الزراعة، خصوصًا إذا كانت الدرنات قريبة من سطح التربة أو في حال وجود شقوق بها. تمر الحشرة بعدة مراحل أثناء الإصابة: تبدأ من الأوراق، ثم تصيب العرش، وصولًا إلى الدرنات المكشوفة، ثم تنتقل إلى المخازن والأسواق في حال عدم اتباع الإجراءات الوقائية.

من العلامات الظاهرة للإصابة في الحقول وجود أنفاق منتفخة على الأوراق، وهو ما يشير إلى وصول الإصابة إلى "الحد الاقتصادي الحرج"، والمُقدّر بظهور الأعراض على 10 أوراق من كل 100 ورقة، ما يتطلب بدء التدخل الفوري لإجراءات المكافحة.

الوقاية والمكافحة

للحد من انتشار هذه الآفة، يُنصح بالاعتماد على تقاوي سليمة وخالية من الإصابة، والتي يمكن فحصها باستخدام عدسات مكبرة دقيقة، إلى جانب مكافحة الحشائش التي تُعد من العوائل الثانوية لهذه الحشرة. كما يجب تجنب زراعة محاصيل من نفس العائلة الباذنجانية في نفس الأرض أو الأراضي المجاورة، إذ يُعد هذا السلوك الزراعي الخاطئ من أبرز أسباب فشل برامج المكافحة.

باتباع هذه الإجراءات الوقائية والرقابية، يمكن تقليل فرص انتشار دودة درنات البطاطس والحفاظ على جودة المحصول وحجمه الاقتصادي المتوقع.