تتربع محافظة مطروح على عرش إنتاج الزيتون في مصر، حيث تتصدر القائمة بأكثر من 50 ألف فدان مزروعة بأشجار الزيتون، هذه الشهرة ليست وليدة الصدفة، بل هي نتاج عوامل طبيعية ومجهودات بشرية، جعلت من المحافظة الساحلية مركزًا رئيسيًا لإنتاج أجود أنواع الزيتون وزيت الزيتون البكر الممتاز.

أسرار الجودة
ما يميز زيتون مطروح هو جودته الفائقة التي تُعزى إلى عدة أسباب رئيسية:
المناخ المتوسطي المثالي: 
تتمتع مطروح بمناخ شبه متوسطي مثالي لنمو أشجار الزيتون، حيث الشتاء الدافئ والمعتدل والصيف الحار والجاف، مما يساعد على نضج الثمار بشكل مثالي ويمنحها نكهة غنية.
التربة الخصبة: 
التربة في مطروح، وإن كانت صحراوية في أغلبها، إلا أنها غنية بالعناصر اللازمة لنمو شجرة الزيتون، مما يساهم في جودة المحصول.
الخبرة المتوارثة: 
يمتلك مزارعو مطروح خبرة عريقة ومتوارثة في زراعة الزيتون والعناية به، فهم يتقنون أساليب التقليم والري والحصاد التي تضمن الحصول على أفضل إنتاج.


تنوع الأصناف والإنتاج الوفير
تُعد مطروح مصدرًا متنوعًا لأصناف الزيتون، حيث تُزرع فيها أصناف عالمية ومحلية. من أشهر الأصناف التي تُزرع:
الكالاماتا (Kalamata): وهو صنف يوناني شهير يُستخدم لإنتاج زيتون المائدة.
الزيتون الأسباني: وهو صنف يُستخدم لإنتاج زيت الزيتون عالي الجودة.
الزيتون السوري: ويُستخدم لإنتاج زيتون المائدة والزيت.
هذا التنوع في الأصناف يتيح للمزارعين تلبية احتياجات السوق المختلفة، سواء لزيت الزيتون أو لزيتون المائدة. كما أن الإنتاج الوفير يساهم بشكل كبير في الاقتصاد المحلي للمحافظة ويوفر فرص عمل للمئات من العمال.


اقتصاد قائم على الزيتون
لا يقتصر دور الزيتون في مطروح على كونه محصولاً زراعياً فقط، بل هو محرك اقتصادي رئيسي. العديد من الأسر تعتمد على زراعة الزيتون كمصدر دخل رئيسي، كما أن هناك العديد من المعاصر ومصانع التعبئة التي ازدهرت في المحافظة بفضل هذا المحصول، وتسعى المحافظة إلى دعم هذه الصناعة من خلال توفير الدعم الفني والمالي للمزارعين وتسهيل عملية التصدير، مما يفتح آفاقًا جديدة أمام هذا المنتج المحلي لغزو الأسواق العالمية.
واكد المهندس أحمد أبو الكمال، وكيل وزارة الزراعة بمحافظة مطروح، في تصريحات خاصة لموقع "أجري نيوز"، إن محافظة مطروح تُعد من المحافظات الرائدة في إنتاج الزيتون  وزيت الزيتون على مستوى الجمهورية، مشيرًا إلى أن إجمالي المساحات المزروعة بمحصول الزيتون يبلغ 50 ألف فدان.


وأوضح أن هذه المساحات تتوزع جغرافيًا على عدد من المراكز والقرى الممتدة من الضبعة والعلمين مرورًا بمطروح والنجيلة والسلوم، وصولًا إلى سيوة، والتي تُعد من أشهر المناطق بإنتاج  زيتون المائدة عالي الجودة، وكذلك زيت الزيتون النقي.
وأشار "أبو الكمال" إلى أن محافظة مطروح تنتج كميات كبيرة من الزيتون سنويًا، تُستخدم غالبيتها في تغذية السوق المحلي، سواء كزيتون مائدة أو  زيت زيتون، مؤكدًا على أن نسبة ما يتم تصديره لا تتجاوز 5% فقط من الإنتاج، وذلك رغم جودة المحصول ومطابقته للمعايير التصديرية.