تشهد محافظة البحيرة هذا العام موسماً استثنائياً لزراعة الفراولة، يجمع بين ارتفاع غير مسبوق في تكاليف الإنتاج وضغوط تشغيلية متزايدة، مقابل فرص تصديرية واسعة ما زالت تدعم مكانة المحافظة كإحدى أهم بؤر إنتاج الفراولة في مصر ورغم الجهود الكبيرة التي يبذلها المزارعون، فإن الموسم الحالي يحمل تحديات واضحة برزت في شهاداتهم الميدانية.

تكاليف إنتاج الفراولة.. عبء متصاعد

يقول  محمد نصار مزارع فراولة  إن الموسم تأثر بشدة بارتفاع أسعار مستلزمات الزراعة، موضحًا أن شركات المبيدات والبلاستيك والخراطيم ما زالت تبيع بأسعار مرتفعة رغم الهبوط الكبير في سعر الدولار". ويطالب بفرض رقابة أكثر صرامة على الأسواق، خاصة بعد أن رفعت هذه الشركات أسعارها عندما تخطى الدولار 80 جنيهاً في السوق السوداء، لكنها لم تُعدّل الأسعار بعد تراجعه إلى ما دون 48 جنيهاً.

تكلفة زراعة فدان الفراولة 

ويوافقه الرأي المزارع محمود حماد ، الذي كشف أن تكلفة زراعة الفدان قفزت هذا العام إلى ما بين 500 و700 ألف جنيه نتيجة ارتفاع أجور العمالة، حيث يتقاضى العامل 300 جنيه مقابل خمس ساعات عمل. كما ارتفعت أسعار إيجار الأراضي لتصل إلى 120 ألف جنيه للفدان في الأراضي الرملية، و150–160 ألف جنيه في الطينية.

أسعار الفراولة.. انخفاض طفيف وأسباب متعددة

ويؤكد المزارع إبراهيم منصور أن أسعار الفراولة سجلت تراجعاً طفيفاً مقارنة بالعام الماضي، مرجعًا السبب إلى الإنتاج المبكر، بالإضافة إلى دخول أصناف ضعيفة الجودة في بداية الموسم.

مزارعون الفراولة  مستجدون.. تأثير سلبي وصورة مشوهة

وحذر مزراعي الفراولة  من دخول مزارعين غير ملمين بمتطلبات زراعة الفراولة، الأمر الذي انعكس على جودة محاصيلهم. وأضاف أن بعضهم نشر مقاطع على مواقع التواصل تزعم فشل الموسم، ما خلق انطباعاً خاطئاً بوجود فائض كبير وعجز في التصريف، رغم قدرة السوق المحلي على استيعاب كميات تفوق الحالية بعشرة أضعاف.

موسم طويل وفرص تصديرية واسعة المحصول الفراولة 
تصدير الفراولة لاسواق اوربا

وبحسب محمد همام مزارع. الفراولة. ، أكد أن  الموسم الحالي لمحصول الفراولة  بامتداده لأكثر من ثمانية أشهر، إذ بدأ منتصف أكتوبر ويستمر حتى يونيو، إلى جانب انفتاح واسع على الأسواق الخارجية، حيث تمتلك البحيرة فرص تصدير إلى أكثر من 85 دولة في آسيا وأوروبا وأفريقيا والمنطقة العربية.

ورغم تداخل عوامل ارتفاع التكاليف وغياب الرقابة وتفاوت الخبرات بين المزارعين، يظل موسم الفراولة في البحيرة موسماً قوياً لا كما يروّج البعض. فالإنتاج جيد، والفرص التسويقية متاحة، ويبقى النجاح مرهوناً بالإدارة السليمة والخبرة القادرة على تحقيق عائد يناسب حجم الجهد والتكلفة المبذولة.