قال الدكتور حسام الغايش، محلل أسواق المال، إن الأسواق العالمية تشهد حالة من التذبذب الحاد خلال الفترة الأخيرة، في ظل الضبابية المحيطة بالسياسات النقدية للبنوك المركزية الكبرى، وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، إضافة إلى الضغوط الناجمة عن تباطؤ النمو الاقتصادي في أوروبا وتراجع الطلب في بعض الأسواق الآسيوية.
وأوضح الغايش عبر تصريحات تلفزيونية أن مؤشرات الأسهم الأمريكية ما زالت تتحرك في نطاقات عرضية، حيث يوازن المستثمرون بين البيانات الاقتصادية المتباينة وبين توقعات خفض الفائدة. وأشار إلى أن استمرار التضخم عند مستويات مرتفعة نسبيًا يجعل الفيدرالي أكثر حذرًا في اتخاذ قراراته، وهو ما ينعكس على أداء أسواق الأسهم والسندات معًا.
وأضاف أن الأسواق الأوروبية تعاني من ضغوط مزدوجة تتمثل في ارتفاع أسعار الطاقة وتراجع معدلات التصنيع، مشيرًا إلى أن مؤشر DAX الألماني وCAC 40 الفرنسي يواجهان ضغوطًا بيعية بسبب ضعف الثقة في تعافي النمو. وأكد أن أوروبا باتت أكثر عرضة للتباطؤ الاقتصادي، خصوصًا مع تزايد التحديات الجيوسياسية وتذبذب أسعار الغاز.
أما في الأسواق الآسيوية، فأكد الغايش أن حالة التباطؤ في الاقتصاد الصيني تلقي بظلالها على البورصات الإقليمية، لافتًا إلى أن التراجع في قطاع العقارات الصيني وضعف الاستهلاك الداخلي أثرا على مؤشرات مثل Hang Seng وShanghai Composite. ومع ذلك، اعتبر أن أي خطوات تحفيزية من جانب الحكومة الصينية قد تعطي دفعة قوية للأسواق الناشئة في آسيا.
وأشار الغايش إلى أن أسواق السلع أيضًا تشهد حالة من التقلب؛ حيث تحافظ أسعار الذهب على قوتها كملاذ آمن في ظل المخاوف الجيوسياسية، بينما تشهد أسعار النفط ضغوطًا بين اتجاهين متناقضين: تباطؤ الطلب العالمي من جهة، وخفض الإمدادات من جانب تحالف أوبك+ من جهة أخرى.
واختتم الغايش تصريحاته بالتأكيد على أن الفترة المقبلة ستظل مرهونة بقرارات البنوك المركزية، لاسيما الفيدرالي الأمريكي، إضافة إلى التطورات الاقتصادية في الصين وأوروبا، مؤكدًا أن المستثمرين بحاجة إلى الحذر وتنويع محافظهم الاستثمارية لتفادي المخاطر المرتبطة بهذه التقلبات.