أ
أ
أكد الدكتور عبد الله أبو خضرة، الخبير الاقتصادي وأستاذ النقل بجامعة بني سويف، أن الدولة المصرية تسير بخطى واثقة نحو تطوير منظومتها الجمركية، مستهدفة تحقيق طفرة اقتصادية ولوجستية تعزز قدرتها التنافسية في مجال الخدمات اللوجستية، موضحا أن خطة التطوير تستند إلى استراتيجية متكاملة تشمل التحول الرقمي، وتقليص زمن الإفراج الجمركي، مع التركيز على تحديث البنية التحتية اللوجستية.
عدة محاور لعملية الإصلاح
وأشار أبو خضرة في تصريح خاص لـ " اجرى نيوز" إلى أن عملية الإصلاح تتضمن عدة محاور رئيسية، من بينها تبني أنظمة إلكترونية متطورة مثل نظام التسجيل المسبق للشحنات (ACI) ونظام نافذة، اللذين يسهمان في تبسيط الإجراءات، تعزيز الشفافية، والتقليل من التعاملات الورقية، كما تعمل الحكومة على تحديث التشريعات الجمركية بما يتماشى مع معايير المنظمات الدولية، إلى جانب توحيد الإجراءات من خلال ربط الجهات الحكومية المعنية بمنصة إلكترونية موحدة، ما يقلل التداخل ويسهل الإجراءات، مشددا على أهمية بناء قدرات الكوادر الجمركية ورفع كفاءتهم المهنية لدعم النزاهة وسرعة الأداء.الهدف من الإصلاحات
وأوضح أن هذه الإصلاحات تهدف إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية، منها تحسين مناخ الاستثمار المحلي والأجنبي عبر تيسير حركة التجارة، تقليل تكاليف وزمن الإفراج الجمركي ليصل إلى يومي عمل فقط، وخلق بيئة تجارية تنافسية تُشجع على النمو الاقتصادي، بجانب تعزيز الإيرادات الجمركية بطرق أكثر كفاءة.
أما عن تنافسية الدولة في مجال الخدمات اللوجستية، فقد أشار أبو خضرة إلى أن مصر تعتمد على استراتيجية طموحة تهدف إلى تحويلها إلى مركز تجاري ولوجستي عالمي يربط بين أوروبا، آسيا، وإفريقيا، وتشمل تلك الاستراتيجية تحديث شبكة الطرق القومية لتصل إلى 7000 كم وإنشاء شبكة القطار الكهربائي السريع، إضافة إلى إنشاء مناطق لوجستية جديدة وموانئ جافة في مختلف المحافظات لدعم تجارة الترانزيت. كما يتم تعزيز الطاقة الاستيعابية للموانئ عبر تحسين الأرصفة وتعميق الممرات الملاحية.
القطاع الخاص تعد ركيزة أساسية
وأكد أن الشراكة مع القطاع الخاص تعد ركيزة أساسية لهذه الجهود من خلال عقد شراكات استراتيجية مع شركات عالمية لإدارة وتشغيل المناطق اللوجستية والموانئ بأسلوب متطور، وتسعى مصر كذلك إلى التحول إلى الموانئ الخضراء تماشيًا مع المعايير البيئية العالمية، بجانب توظيف الرقمنة لدعم الاستدامة وتحقيق أقصى استفادة من الموقع الاستثنائي لها كمحور تجاري عالمي.
وأضاف أن هذه الجهود الكبيرة تشمل مشروعات رئيسية مثل محطة تحيا مصر متعددة الأغراض، التي تُعزز قدرة البلاد على مناولة البضائع وتفتح آفاقًا واسعة لتجارة الترانزيت وإعادة التصدير.





