أكد الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، أن الكِبر له صور متعددة ظهرت في التاريخ الإنساني، موضحًا أن هناك ما يُسمى بـ"الأنَا الإبليسية" حينما قال إبليس: "أنا خير منه"، و"الأنَا الفرعونية" حينما قال فرعون: "أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي"، و"الأنَا القارونية" عندما قال قارون: "إنما أوتيته على علم عندي".
وأضاف قابيل، خلال حوار مع الإعلامية إيمان رياض، ببرنامج "من القلب للقلب"، المذاع على قناة "mbcmasr2"، اليوم الاثنين، أن الكِبر لا يقتصر فقط على كلمة "أنا"، بل قد يكون في "لي" و"عندي"، فهناك من يتباهى بالمال أو المنصب أو العلم، دون أن يربط ذلك بفضل الله عز وجل.
وتابع: "المؤمن الحق حين يقول: أنا عندي كذا أو أنا لي كذا، يجب أن يُتبعها دائمًا بقول (بفضل الله)، حتى يرسخ في قلبه وقلب من يسمعه أن كل نعمة من عند الله وحده".
وأشار الدكتور قابيل إلى ما وصفه بـ"جهاز كشف الكِبر"، موضحًا أن على الإنسان أن يراقب قلبه طوال يومه، هل يرى نفسه أفضل من الآخرين؟ هل يرفض الحق لمجرد أنه صدر عن غيره؟ هل يحتقر غيره في قلبه وإن لم يُظهر ذلك بلسانه؟ مؤكدًا أن أول خطوات الفشل هي الغرور والكبر، حتى لو كان في الدين.
وتابع: "الإنسان المتواضع هو من يقبل الحق لأنه حق، فالحق من أسماء الله عز وجل، ومن يرد الحق أو يحتقر الناس فقد وقع في الكِبر الذي نهى عنه النبي ﷺ حين قال: (الكبر بطر الحق وغمط الناس)".