قال الدكتور هشام عبد العزيز، من علماء وزارة الأوقاف، إننا في حاجة دائمة لاستلهام العبر والدروس من حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم منذ ولادته وحتى انتقاله إلى الرفيق الأعلى، امتثالاً لقوله تعالى: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً".
وأوضح عبد العزيز، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان نموذجًا للإنسان الفاعل وصانع الخير حتى قبل بعثته، مستشهدًا بموقفه الشريف حين اختلفت قبائل قريش في شرف وضع الحجر الأسود أثناء إعادة بناء الكعبة، وكاد أن يحدث اقتتال بينهم، فكان أول من دخل عليهم فحكّموه بينهم.
وبيّن أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم اختار حلاً رشيدًا جمع به القلوب وحقن به الدماء، إذ وضع الحجر في ثوب وأشرك جميع بطون قريش في حمله حتى وضعوه جميعًا في مكانه، ليعلّم البشرية كلها أن الاتحاد قوة، وأن المشاركة الإيجابية سبيل الإصلاح والعمران.
وأكد عبد العزيز أن هذا الموقف النبوي يعلّم الناس ألا يكونوا أنانيين، وأن الخير يجب أن يشمل الجميع لا أن يحتكره فرد أو جماعة، لافتًا إلى قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة"، وهو ما يرسخ قيمة نشر الخير والنفع العام لكل البشر دون تمييز على أساس دين أو معتقد أو لون أو جنس.
ودعا عبد العزيز إلى أن يكون كل إنسان فاعلاً في مجتمعه كما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم، صانعًا للعمران ومصلحًا بين الناس، لنحقق معاني المشاركة الحقيقية والفاعلية التي تعود بالنفع على الأمة بأسرها.
