قال الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، أن العفو ليس مطلقًا في جميع الحالات، خاصة إذا تعلق الأمر بالمجرمين المحترفين والقتلة المتعودين على الإجرام.
وأوضح أن العفو في هذه الحالة قد يؤدي إلى زيادة الفساد في الأرض، وهو ما يتنافى مع مقاصد الشريعة.
جاء ذلك خلال حلقة الثلاثاء من برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع عبر قناة "dmc"، حيث تطرق الشيخ عبد المعز إلى قصة أهل القرية الذين "فأبوا أن يضيفوهما"، واصفًا هذا التصرف بأنه تجسيد للؤم وقسوة النفوس، لا مجرد اعتذار عن العطاء.
وقال عبد المعز: "تخيل إنسان عنده ماء، ويقول: المية موجودة بس ما بنسقيش حد! هذا ليس اعتذارًا، بل لؤم من الطراز الأول"، مشيرًا إلى أن الفرق كبير بين من يعتذر لعدم القدرة ومن يمتنع عن الكرم رغم القدرة.
وأضاف: "القرآن الكريم أشار إلى هذا السلوك في قصة الضيفين الذين رفض أهل القرية استضافتهما، بل إن أحدهم حين وجد جدارًا على وشك الانهيار قال: (لو شئت لاتخذت عليه أجرًا)، وهو ما يدل على غياب الكرم والإنسانية".
وعن مسألة العفو، شدد الشيخ عبد المعز على أن العفو الذي لا يحقق إصلاحًا لا يُعتبر محمودًا، مستشهدًا بقول الله تعالى: "فمن عفا وأصلح فأجره على الله". وأردف: "أما العفو الذي يؤدي إلى انتشار الجريمة وزيادة القتلة فلا يجوز، لأنه يناقض شرط الإصلاح".
واختتم حديثه بالتحذير من التساهل مع المجرمين العتيدين: "إذا عفوت عن قاتل محترف، قد يشجعه ذلك على ارتكاب المزيد، ويجلب غيره من القتلة.. هذه كارثة، والقرآن لم يمدح العفو إلا حين لا يؤدي إلى فساد في الأرض".
