الثلاثاء، 17 ربيع الأول 1447 ، 09 سبتمبر 2025

دور المرأة وشراكتها في بناء البيت المسلم.. رؤية الدكتور أسامة قابيل

الدكتور أسامة قابيل
الدكتور أسامة قابيل
أ أ
techno seeds
techno seeds
قال الدكتور أسامة قابيل، أحد علماء الأزهر الشريف، إن المرأة داخل البيت ليست مجرد مقيمة، بل هي شريكة أصيلة في الإدارة والتدبير واتخاذ القرار، مشيرًا إلى أن كثيرًا من النساء يحملن عبئًا كبيرًا في تنظيم الحياة اليومية، وإدارة شؤون الأسرة، بما يفوق أحيانًا دور الرجل، خاصة حين يكون منشغلاً بتأدية مسؤولياته الخارجية والمالية.

وأضاف الدكتور قابيل، في لقاء مع الإعلامية إيمان رياض، ببرنامج "من القلب للقلب"، المذاع على قناة "mbcmasr2"، اليوم الاثنين، أن الله سبحانه وتعالى قال: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها"، والسكن هنا ليس ماديًا فقط، بل سكن نفسي وروحي وعاطفي، سواء مع الزوجة، أو الأم، أو الأخت، مشددًا على أن البيت المسلم يجب أن يكون منارة للسكينة والتراحم، وأن تُضاء جنباته بذكر الله وحُسن المعاملة.

وأكد أن على كل بيت أن يُعيد إحياء سنن النبي ﷺ، وعلى رأسها العبادة الجماعية داخل البيت، كالاجتماع على تلاوة سورة الكهف، أو إقامة النوافل جماعة، أو تلاوة القرآن الكريم بصوت مسموع، قائلًا: "بيوتنا لازم ترجع تشتغل قرآن، نرجع نسمع بعض ونعبد ربنا مع بعض، زى زمان أيام أجدادنا".

وأشار إلى أن من دروس بيت النبوة أن النبي ﷺ كان يشارك أهله في كل شيء، وكان يُظهر الرحمة واللين، حتى في أشد المواقف، مثل حادثة الإفك، التي تعامل فيها ﷺ مع الأزمة بحكمة وتروٍّ وثقة في الله، مؤكدًا للسيدة عائشة رضي الله عنها أن الله سيبرئها، وقال لها: "استغفري الله واصبري، فإن الله مبرئك"، حتى جاء الفرج من فوق سبع سموات.

وقال الدكتور قابيل: "اليوم، في ظل عالم السوشيال ميديا والهواتف الذكية والإشاعات السريعة، أي زوجة أو بنت أو حتى زوج يمكن أن يتعرضوا للظلم أو القذف، والواجب هو أن نتصرف بحكمة، ونحتكم إلى الله، لا أن ننهار أو نستبق الأحكام".

وأضاف: "الزوج الصالح هو من يكون خيرًا لأهله، كما قال النبي ﷺ: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي"، ومَن يُكرم المرأة كريم، ومَن يُهينها لئيم"، مؤكدًا أن الرجولة لا تعني القسوة، كما أن الأنوثة لا تعني الضعف، فالأسرة الناجحة تقوم على التكامل والرحمة والمشاركة.

ووجه الدكتور قابيل نصيحة للأسر قائلاً: "نحن لا نحتاج فقط إلى كلمات جميلة تُقال، بل إلى تطبيق عملي في بيوتنا. مش فرحة بالنصوص، لكن فرحة بالتنفيذ.. كل بيت يقدر يبدأ بخطوة: يشغل قرآن، يعمل حلقة ذكر، يحترم رأي الزوجة، يشارك الأبناء في العبادة. ولو كل واحد فينا بدأ بنفسه، هنشوف أثر دا في بيوتنا ومجتمعنا".

وقال: "من أراد بيتًا سعيدًا، فليبدأ بنية صادقة، فالنبي ﷺ قال: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى"، فإذا عزمت على إصلاح بيتك، فتوكّل على الله، وابدأ، ولو بخطوة صغيرة. والبيت الذي يُقام على طاعة الله لا تهزمه الدنيا".

اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة