الثلاثاء، 04 جمادى الثانية 1447 ، 25 نوفمبر 2025

رهام سلامة: اليونسكو تعترف بتجربة مرصد الأزهر لأول مرة.. والإعلام الهادف هو مفتاح وعي الأجيال

587051676_856214610333790_5835564997444936162_n
الدكتورة رهام سلامة، مدير مرصد الأزهر لمكافحة التطرف
أ أ
techno seeds
techno seeds
أكدت الدكتورة رهام سلامة، مدير مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن الإعلام الهادف الذي يملك ضميرًا ويعكس رؤية إيجابية هو أساس بناء الوعي الحقيقي للمجتمع، مشيرة إلى أن الجمهور كان ينتظر هذا النوع من الإعلام منذ سنوات طويلة. وأضافت أن تجربة قناة الناس، رغم عمرها القصير الذي لم يتجاوز أربع سنوات، أثبتت أن التأثير لا يُقاس بالزمن بل بالمضمون والصِدق، معتبرة أن ما تقدمه القناة يمثل نموذجًا يُحتذى به في الإعلام المسؤول.

وأوضحت خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس اليوم الثلاثاء، أن الاجتماع الأخير كان محطة مهمة لأنها قدّمت خلاله مداخلة رئيسية حول تمكين الأثر في المنطقة العربية، موضحة دلالات المشاركة وأهمية التعاون القائم مع منظمة اليونسكو. 

وأشارت إلى أن دعوة المرصد رسميًا للمرة الأولى من اليونسكو تُعد اعترافًا مستحقًا بدور المرصد، خاصة أنه ينتقل من مجرد تقديم توصيات بحثية إلى تفعيلها على أرض الواقع بشكل ملموس.

وأضافت أن اليونسكو—بوصفها مكتب الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة—كانت حريصة على الاطلاع على تجربة المرصد، خصوصًا في ملف التعليم من أجل السلام وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة. وأكّدت أن المرصد استطاع خلال السنوات الأخيرة جمع كم كبير من المعلومات التي كوّنت رؤى وممارسات حقيقية أثبتت جدواها، مشيرة إلى أن المرصد لم يكتفِ برصد الظواهر وإنما تحوّل إلى لاعب فعّال على الأرض.

وتابعت أن هذا النشاط الميداني كان أحد أهم أسباب دعوة المرصد إلى الفعالية، لأن التربية لا تنفصل عن الثقافة، والثقافة نفسها تقوم على روافد متعددة، والمرصد أحد هذه الروافد المؤثرة. وأوضحت أن 57% من الأطفال يتأثرون بما يشاهدونه أكثر مما يسمعونه أو يقرؤونه، وهو ما دفع المرصد لتطوير خطابه وتحويله إلى مواد بصرية وسمعية وورش عمل تستهدف تحفيز العقل وليس مجرد التلقين.

وأشارت إلى أن المبادرات المخصصة للأطفال تم إعدادها بأكثر من 16 لغة، ضمن فئتين عمريتين من 12 إلى 15 عامًا ومن 15 إلى 18 عامًا، مؤكدة أن هذه التجربة كانت من الملفات التي تم عرضها خلال الجلسة. ونبّهت إلى خطورة التأثير البصري لدى الجماعات المتطرفة، موضحة أن 80% من التنظيمات الإرهابية تستقطب الأطفال بين 12 و20 عامًا، وهي الفئة الأكثر عرضة للانجراف نحو العنف، ولذلك فإن مخاطبتها ضرورة وليست اختيارًا.

وأكّدت أن المرصد يعمل على الاشتباك الميداني المباشر في الجامعات والمدارس والمحافظات المختلفة من خلال شراكات واسعة، وهو ما تم استعراضه في نقاشات اليوم. وكشفت أن العديد من الباحثين يتواجدون يوميًا في الأنشطة الخارجية، سواء في الجامعات الكندية أو 6 أكتوبر أو مدارس الجيزة، مما يعكس نجاح العمل الميداني القائم على التحليل الدقيق ومتابعة الظواهر.

وأشادت بالدور التاريخي للأزهر الشريف، بوصفه أقدم مؤسسة تعليمية في العالم، في بناء العقل وترسيخ التفكير النقدي القائم على الابتكار. وأكدت أن الانفتاح الدولي للمرصد خلال السنوات الأخيرة، وزيارته للمنظمات العالمية كالأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبي، أتاح تقديم رسالة الأزهر بكل اللغات للعالم، مما عزز من مكانة المؤسسة كقوة تعليمية وثقافية عالمية.

وأضافت أن المرصد—الذي وصفه الإمام الأكبر بأنه "عين الأزهر الناظرة على العالم"—أصبح صوت الأزهر الحقيقي بلغاته المختلفة، مؤكدة أن هذه القيمة تجعل المسؤولية أكبر. وأوضحت أن مبادرة "اعرف أكثر" التي أطلقها المرصد يمكن تعميمها لأنها تُفَعِّل توصيات اليونسكو الخاصة بالتعليم من أجل السلام وحقوق الإنسان، خاصة أنها مبادرة قائمة على الاشتباك المباشر مع الطلاب والشباب.

وأكدت أن الخطاب يتم تفصيله وفق الفئة المستهدفة، سواء للأطفال أو طلاب المدارس أو الجامعات أو المعاهد الأزهرية، مشيرة إلى وجود برامج مثل "اسمع واتكلم"، و"بصيرة"، و"سفراء الواصفية"، والمبادرات الميدانية المتنوعة داخل مصر وخارجها، بالإضافة إلى برامج تدريبية مشتركة مع دول مثل الصومال بالتعاون مع اليابان.

وأكدت على أن نجاح المرصد قائم على القدرة على التواصل الحقيقي مع الجمهور، وتقديم خطاب يناسب احتياجات كل فئة عمرية، مؤكدة أن ما يحدث اليوم هو ترجمة عملية لرسالة الأزهر في بناء الإنسان وصناعة الوعي.
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة