قالت الدكتورة شيماء بهيج، أستاذ بكلية الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان، إن فكرة الدمج التعليمي في المدارس الحكومية جاءت من الحرص على إتاحة الفرصة للأطفال القادرين على التأقلم من ذوي الاحتياجات الخاصة للتواجد مع أقرانهم العاديين، حتى يشعروا بأنهم طبيعيون وفي نفس الوقت يحصلون على بعض الأنشطة والدعم المخصص لهم.
وأضافت خلتل حوار مع الإعلامية مروة شتلة، ببرنامج "البيت"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن الدمج لا يشمل كل الحالات، وإنما فقط الأطفال القادرين على التعلم بشكل عادي بجانب زملائهم، مع توفير أخصائي يتابع حالتهم ويقدم لهم الدعم المناسب، مشيرة إلى أن الأمر يخضع لمجموعة من الاختبارات التي تحدد ما إذا كان الطفل مناسبًا للدمج أم لا.
وأوضحت أن المدارس الخاصة أيضًا توفر برامج دمج وأخصائيين، ويعود الاختيار في الغالب لظروف الأسرة سواء من الناحية المادية أو القرب المكاني، مؤكدة أن المدارس الحكومية تقدم نفس الخدمة للأطفال الذين يمكنهم التأقلم، مثل حالات ضعف السمع مع وجود أجهزة مساعدة، بينما لا يمكن دمج الأطفال ذوي نسب الذكاء المنخفضة جدًا.
وشددت الدكتورة شيماء على أهمية دور الأهل في تهيئة الطفل نفسيًا للاندماج، من خلال تعزيز ثقته بنفسه وتكوين صداقات له داخل المدرسة، مشيرة إلى أن غياب ذلك قد يؤدي إلى مشكلات مثل التنمر أو العزلة.
وأكدت أن دور الأخصائي الاجتماعي داخل المدرسة أساسي، ليس فقط في دعم الطفل ذوي الاحتياجات الخاصة، وإنما أيضًا في توعية باقي الطلاب بضرورة تقبل الاختلاف والتعامل برحمة واحترام، بما يحقق فائدة مشتركة للطرفين: فالطفل من ذوي الاحتياجات يشعر بأنه طبيعي ومندمج، والأطفال العاديون يتعلمون قيم التقبل والتعاون.
وأضافت أن لكل إنسان نقاط نقص واختلاف، لكن الله يعوض كل فرد بمميزات أخرى، وضربت مثالاً بأطفال التوحد الذين يتمتعون بقدرة عالية على التركيز في بعض المهام، رغم معاناتهم من جوانب أخرى، مؤكدة أن هذه الفروق الفردية يجب أن تُفهم وتُستثمر بشكل إيجابي.
