أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن اختيار النبي صلى الله عليه وآله وسلم للصيام ليكون عبادة مرتبطة بمولده الشريف يحمل دلالات عميقة، موضحاً أن الصوم هو العبادة الوحيدة النهارية التي لا تكون إلا من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، بخلاف باقي العبادات التي يمكن أن تؤدى ليلاً أو نهاراً مثل الصلاة والطواف والصدقة.
وأوضح خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم كان ميلاد نور، فجاءت العبادة المرتبطة به عبادة النور، وهي الصيام، الذي يحمل في جوهره أعظم المعاني، فهو خالص لله لا يطلع عليه إلا هو، وهو إعلان استغناء العبد عن كل ما سواه سبحانه وتعالى، وهو عبادة تجمع بين الفعل والترك، وهو عصمة تحفظ الإنسان من الزلل، وهو نور يشرق على القلب والروح في ساعات النهار.
وأشار الورداني إلى أن ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم هو ميلاد خلوص لله، وميلاد قيام بالله، وميلاد جامع لكل خير، وميلاد عصمة، وميلاد نور، وهي ذات المعاني التي يجسدها الصيام في حياة المسلم.
وأضاف أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين سُئل عن صيام يوم الاثنين قال: "ذلك يوم وُلدت فيه"، ليؤكد أن المولد ليس لحظة تاريخية عابرة، بل معنى متجدد للحياة، كما أن صيام يوم الخميس ارتبط برفع الأعمال إلى الله وهو صائم، مما يكشف حكمة النبي في ربط العبادات بالمقاصد الكبرى.
وأكد أمين الفتوى، على أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عبادة وفرح مشروع، مصداقاً لقوله تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}، مبيناً أن نور المولد ليس وقتاً مضى، وإنما مسيرة ممتدة بالرحمة والهداية تتجدد في كل صيام اثنين، وفي كل لحظة فرح بقدوم سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم.