أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو حديث فرضه الحب والشوق والحنين إليه، مشيراً إلى أن حياة المؤمن لا تنفصل عن محبته وتعظيمه.
وأوضح الورداني، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن المولد النبوي الشريف ليس مجرد مناسبة عابرة للفرح والاحتفال، بل هو فرحة الوجود كله بميلاد سيد الخلق، يوم أضاء الكون بنوره صلى الله عليه وآله وسلم، وغاضت بحيرة ساوة، وانطفأت نيران الفرس التي ظلت مشتعلة ألف عام، ليعلن العالم كله أن لا نور يعلو فوق نور النبي.
وأضاف أن الله سبحانه وتعالى عرّف الأمة بحقيقة مولده الكريم حين قال: {قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين}، مؤكداً أن مولد النبي هو ميلاد الإنسان الكامل، والرحمة المهداة للعالمين، وأعظم عطية إلهية للبشرية كلها، يجمع بين الجمال والحنان والهداية.
وأشار أمين الفتوى إلى أن الفرح بالمولد لا يقتصر على القصائد والإنشاد والزينة ومجالس الصلاة على الحبيب، وإنما يتجاوز ذلك ليكون حياة متجددة ونوراً ممتداً يضيء القلوب والعقول، ويبعث السكينة واليقظة بعد الحيرة والغفلة.
ووصف الدكتور عمرو الورداني المولد النبوي الشريف بأنه "المدد الإلهي المتجدد"، لأنه ميلاد عقل متحرر من الجهل، وقلب منقى من الشهوات، وأمة صانعة للحضارة تدرك أن لحياتها رسالة ومعنى.
ودعا: "اللهم صلّ على من وُلد فكان مولده رحمة للعالمين، اللهم صلّ على من أشرقت الأرض بنوره، واطمأنت القلوب بذكره، واهتدت العقول بمنهجه".