أكد الدكتور حسين عطية، الباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، على أهمية ترسيخ ثقافة الحوار الراقي عند وقوع أي اختلاف، موضحًا أن هناك عدة أمور أساسية لا بد من مراعاتها.
وقال الباحث بمرصد الأزهر لمكافحةالتطرف، ببرنامج "فكر"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة: "أول ما ينبغي التمسك به هو الإنصات قبل الكلام، فهذا خُلق رفيع وأدب عظيم جسده النبي صلى الله عليه وسلم أرقى تجسيد، حيث كان إذا كلمه أحد أقبل عليه بوجهه وجسده كله، فلا يقطع حديثه ولا يستعجل في الرد حتى ينتهي المتحدث تمامًا، ثم يجيبه بما يناسب المقام، وهذا السلوك النبوي يعلّمنا أن الإصغاء الجيد ليس مجرد صمت، بل هو احترام للآخر وإشعار له بقيمته، وفتح الباب لفهم الفكرة كاملة قبل الحكم عليها".
وأضاف: "الأمر الثاني هو اللين في الخطاب وعرض وجهات النظر، فالقرآن الكريم وجّه المؤمنين بقوله تعالى: (وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)، أي أن ينتقوا أرق الألفاظ وألطف العبارات حتى مع وجود اختلاف أو جدال.. فاللين لا يعني التنازل عن الحق، وإنما تقديم الرأي بالحكمة والكلمة الطيبة بما يفتح القلوب ويهيئ النفوس لتقبل الحقائق".
وأشار الباحث بمرصد الأزهر إلى أن "النقطة الثالثة هي التمييز بين الرأي وصاحبه، فالرأي مجرد فكرة قد تصيب أو تخطئ، أما الشخص فله كرامته وقيمته التي لا يجوز المساس بها.. خلط الاثنين يحول النقاش إلى خصومة شخصية تفسد الود، بينما التركيز على نقد الفكرة مع احترام صاحبها يحفظ الكرامة الإنسانية ويعزز الموضوعية ويمنع التعصب".
وأكد أن: "الاختلاف بين الناس سُنة كونية وثراء إنساني، والمطلوب هو إدارته بالحوار الهادئ والإنصات المتبادل واحترام الرأي الآخر بعيدًا عن التعصب والخصومة، فالاختلاف إذا أُدير بروح الحكمة والعدل يكون مصدر قوة وبناء، أما إذا أسيء التعامل معه فإنه يفتح باب الفرقة والعداوة. ومن هنا وجب أن نجعل اختلافنا وسيلة للتكامل لا للتنازع، مقتدين بمنهج القرآن الكريم والسنة النبوية في ترسيخ الكلمة الطيبة والجدال بالتي هي أحسن".
