أكدت الدكتورة أسماء مطر، عضو مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن مفهوم الأسرة المثالية لا يملك تعريفًا ثابتًا أو صيغة عامة تُطبق على الجميع، موضحة أن "كل أسرة تضع لنفسها معايير وقواعد خاصة، فإذا نجحت في تحقيق هذه المعايير تكون بالفعل أسرة مثالية".
وأضافت مطر، خلال حوار مع الإعلامية مروة شتلة، ببرنامج "البيت"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن تكوين أسرة ناجحة يبدأ من وعي الفرد بنفسه وتحديد هويته وأهدافه منذ الصغر، مشيرة إلى أن الإجابة عن سؤال من أنا؟ تُعتبر أساسًا لتحديد الهوية وبناء قناعات سليمة تساعد الفرد في اختياراته المستقبلية، سواء في تكوين أسرة أو في بناء علاقات اجتماعية سوية.
وأوضحت أن الهوية الحاكمة للفرد لا تتعارض مع باقي الانتماءات، فالفرد يمكن أن يعرّف نفسه مثلًا بأنه مسلم، مصري، أزهري، مهني في مجال معين، وهذه التعريفات المتكاملة تعزز وعيه بذاته وقدرته على التفاعل مع الآخرين.
وأكدت مطر أن إدراك الفرد لهويته وقيمه يساعده على احترام الآخر، مستشهدة بقول النبي ﷺ: "من آذى ذمياً فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذنته بالحرب"، لافتة إلى أن هذا الوعي يرسخ قيم التعايش والتسامح ويُسهم في مكافحة السلوكيات المتطرفة.
وأكدت عضو مرصد الأزهر على أن بداية الأسرة المثالية الحقيقية تأتي من الاختيار السليم لشريك الحياة، مع مراعاة التوافق الثقافي والفكري والاجتماعي، حتى تكون الأسرة نواة صالحة لبناء مجتمع متماسك.