في إطار سعيها لنشر الوعي الفكري والتربوي بين الشباب،
نظّمت الجامعة العربية المفتوحة ندوة بعنوان "الخطاب الديني المعتدل"،
بمشاركة نخبة من المسؤولين والمتخصصين، وبحضور معالي وزير الأوقاف، بدعوة من
الدكتورة نرمين خضر، رئيسة الجامعة.
استهل الوزير كلمته بالتأكيد على أهمية الاستماع إلى
آراء الشباب والتفاعل معهم، مشيرًا إلى أن الندوة تعتمد أسلوب الحوار المفتوح
وتبادل الآراء والمقترحات، في خطوة لتعزيز التواصل الفكري مع الجيل الجديد.
وخلال الندوة، طرح الحضور مجموعة من الأسئلة المهمة،
منها: سبل تطوير الخطاب الديني لمواكبة التطور التكنولوجي، وخطة الوزارة في تفعيل
دور المساجد لتكون مراكز تثقيف وتوعية، إضافة إلى تساؤلات حول قضية "الدين
الإبراهيمي" ومخاطره المحتملة، وتكرار خطب الجمعة دون مراعاة للظروف المحلية
لكل محافظة.
ردًا على ذلك، أوضح معالي الوزير أن الوزارة تعمل على
تحديث الخطاب الديني بما يلائم احتياجات كل محافظة من خلال إعداد خطب تراعي
القضايا المجتمعية المحلية، مثل الإدمان والطلاق، مشيرًا إلى خطة شاملة ستُنفذ
خلال الشهرين المقبلين بالتعاون مع المركز القومي للبحوث الاجتماعية لرصد هموم
المواطنين.
كما أكد أن وزارة الأوقاف لا تقتصر مهامها على خطبة
الجمعة، بل تشمل برامج توعوية ودروس دينية، ضمن استراتيجية ترتكز على أربعة محاور
رئيسية: مكافحة التطرف والإرهاب، مواجهة ظاهرة الإدمان، وتطوير الوعي الديني،
بالإضافة إلى تعزيز قيم التعايش والتسامح.
وفيما يخص قضية "الدين الإبراهيمي"، شدّد
الوزير على أن الأزهر الشريف يقف بوضوح ضد محاولات إنشاء دين جديد، مؤكدًا في
الوقت ذاته أهمية التعايش مع أصحاب الديانات الأخرى وفق الثوابت الإسلامية.
كما أعلن الوزير عن توقيع اتفاقية مع وزارة الاتصالات
لتدشين منصة إلكترونية شاملة لوزارة الأوقاف، تحتوي على محتوى ديني موثوق وتفاعلي
لمواجهة ظاهرة البحث العشوائي عن الفتاوى عبر الإنترنت أو الاعتماد على مصادر غير
موثوقة.
وفي ختام اللقاء، دعا الوزير الشباب إلى تحرّي الدقة في
مصادر تلقيهم الديني، والعودة إلى علماء الأزهر الموثوقين مثل الشيخ الشعراوي،
رافضًا خطاب التشكيك والفتنة.