السبت، 25 شوال 1445 ، 04 مايو 2024

المحررين

من نحن

اتصل بنا

وكيل الأزهر فى "مؤتمر الزراعة " تأمين الغذاء مرتبط بالاستقرار

محمد الضويني
الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر
أ أ
تحت عنوان الزراعة والتحديات المستقبلية " الأمن الغذائي التحديات والمواجهة " نظمت اليوم الثلاثاء كلية الزراعة بجامعة الأزهر مؤتمرها السنوى لمناقشة التحديات التي تحول دون تحقيق الأمن الغذائي ، وفى مقدمة ذلك التغيرات المناخية، والتصحر، وندرة المياه، وأساليب الزراعة التقليدية .

ويتناول المؤتمر أيضا الاتجاهات الحديثة والمبتكرة لزيادة الإنتاج الزراعي، واتساع الرقعة الزراعية أفقيا ورأسيا، وطرق الحد من تأثير التغيرات المناخية على الغذاء ومصادره، وكيفية تحقيق التنمية المستدامة للأراضي والمياه، والاستفادة من التكنولوجيا وإمكانياتها في الهندسة الزراعية.

وقال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، فى كلمته التى القاها فى افتتاح مؤتمر كلية الزراعة ، إن من أسرار عظمة ديننا الإسلامي أنه ما ترك جانبا من جوانب الحياة إلا وتناوله إما تصريحا وإما تلويحا، ومنها قضية  تأمين الغذاء من مجالات الأمن التي عني بها الإسلام ، وذلك لأن الغذاء به قوام النفس وبقاؤها، وحفظ النفس أحد الضرورات الخمس التي أوجب الشرع حفظها .

أهمية الغذاء في حياة الأمم والشعوب



وبين الدكتور الضويني ، أن القرآن لفت أنظار البشرية إلى أهمية الغذاء في حياة الأمم والشعوب، وبين أنه أحد ركني الحياة الآمنة التي تستحق الشكر، وذلك من خلال ربط الأمن الغذائي بالاستقرار، وقد تجلى ذلك المعنى في سورة قريش. 

وأشار الدكتور الضوينى ، الى أن السنة النبوية لم تغفل الإشارة إلى أهمية الأمن الغذائي في حياة الأمة، فقد جعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توفير القوت والغذاء أحد أركان ثلاثة من أركان الحياة الآمنة المستقرة، فقال "من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا، مضيفا أن الغذاء كان متوفر وسهل في فجر التاريخ للإنسان، ولكن مع زيادة الطلب بسبب زيادة السكان، أو بسبب الترف ونمط الاستهلاك والجور على الأراضي الزراعية وشيوع الأنماط التقليدية في الاستزراع لهذا كله ولغيره أيضا صار الإنسان يعاني من أجل توفير غذائه.

تحقيق الأمن الغذائي في إطار تنموي مستقل مبني على أساس إسلامي



وبين وكيل الأزهر أنه إذا كان عالمنا اليوم يعاني من مشكلات عديدة في جميع مجالات الحياة فإن قضية الأمن الغذائي تأتي في مقدمة هذه القضايا، وذلك نظرا لانعكاساتها السلبية وأخطارها التي تسهم في صيانة العقائد والهويات، ومن هنا كان واجبا على الأمة الإسلامية، بل فرض عين عليها أن تتنبه لهذا الموضوع وأن تبادر لبناء جسور التعاون والتواصل والتنسيق فيما بين مؤسساتها لاستثمار طاقات العالم الإسلامي وثرواته وتحقيق الأمن الغذائي في إطار تنموي مستقل ومتكامل مبني على أساس إسلامي بالأخذ بالأساليب العلمية والتقنية الحديثة في العمل والإنتاج كالتزام إسلامي لضمان نجاح التنمية.

وأكد الدكتور الضويني أن تحقيق الأمن الغذائي للبشر مطلب أساسي تعمل الدول كلها على تحقيقه، بل هدف ملح تسعى جميع الدول بأسرها إلى الوصول إليه خصوصا في هذا الوقت الذي نشهد فيه ركودا اقتصاديا عالميا، وتتوالى فيه الأزمات المالية التي تعصف بسلامة العالم واستقراره، وتترك خلفها ملايين الفقراء والجياع الذين يبحثون عن مصدر رزق يوفر لهم لقمة العيش والأمن ، ومن هنا كان منهج الإسلام واضحا في الحد من هذا الفقر الغذائي، حتى إن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يأمر بالغرس حتى وإن كان قرب قيام الساعة، قائلا : إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها.
icon

الأكثر قراءة