قال الدكتور أسامة فخري الجندي، عالم بوزارة الأوقاف، إن فلسفة التوبة في الإسلام تمثل سمة إيمانية وروحية وقلبية أساسية للإنسان، مشيرًا إلى أنها تعكس حالة من النقد الذاتي والمراجعة الداخلية واستشراف المستقبل، فضلًا عن الندم على الماضي.
وأضاف الدكتور الجندي عبر تصريحات تيلفزيوينة ، أن التوبة ليست مجرد اعتراف بالذنب، بل فرصة للتعلم من الأخطاء ومواجهة الماضي دون ألم، لتحويل التجارب السابقة إلى دروس للمستقبل.
وأكد أن الله شرع التوبة رحمة بالعباد، ليتمكن الإنسان من العودة مرة أخرى إلى المنهج الإلهي والاستفادة من الفرصة للتقرب إليه.
وأشار إلى أن المؤمن الذي يبادر بالتوبة يلقى رحمة الله الواسعة، كما جاء في الحديث الشريف: "يا ابن آدم، ما دعوتني ورجوتني غفرت لك"، موضحًا أن هذا يشمل كل الذنوب مهما بلغت، حتى وإن كانت "بلغت عنان السماء"، حيث يعفو الله عنها إذا وجدت التوبة الصادقة.
وأوضح الدكتور الجندي أن فلسفة التوبة تقوم على الثقة التامة بالله سبحانه وتعالى، فهي تمنح الإنسان الاطمئنان بعد ارتكاب الذنوب، وتجعله يتطلع إلى المستقبل بعزيمة على الإصلاح، بعيدًا عن الإحساس بالخذلان أو اليأس.
وأكد أن رحمة الله واسعة وأنه يبسط يده للإنسان في كل وقت، كما جاء في الحديث الشريف: "إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسّط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل"، في رسالة واضحة بأن الله دائمًا مستعد لقبول التوبة، وأن الثقة به هي الطريق لتحقيق السلام النفسي والطمأنينة الروحية.
وأكد على أن الثقة بالله سبحانه وتعالى تعزز القدرة على مواجهة الحياة وأزماتها، وتجعل الإنسان يستشرف المستقبل ويستفيد من تجاربه الماضية، مشيرًا إلى أن التوبة ليست مجرد فعل ديني، بل فلسفة حياة متكاملة.