السبت، 07 رجب 1447 ، 27 ديسمبر 2025

«الأصعب وأزماته غير مسبوقة».. خبير زراعي يصف عام 2025 بالنسبة للزراعة المصرية وخريطة أمل لـ 2026

فلاحين  فلاح
الفلاح المصري
أ أ
techno seeds
techno seeds
وصف الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الأراضي والمياه بكلية الزراعة جامعة القاهرة ، عام 2025 بأنه من أصعب الأعوام التي مرت على الفلاحين والزراعة المصرية، مشيرًا إلى سلسلة من الأزمات التي واجهتها منظومة الإنتاج الزراعي.

وأوضح نور الدين خلال تصريحات صحفية لـ «اجري نيوز » أن موجة الحمى القلاعية التي أصابت المواشي أثرت بشكل مباشر على قطاع الثروة الحيوانية، فيما واجه الفلاحون أزمة شديدة في توفير الأسمدة، حيث لم تُصرف سوى نصف المخصصات للعروة الصيفية ومازالت الأزمة مستمرة مع العروة الشتوية الحالية.


وأضاف الخبير الزراعي أن نقص تقاوي القمح المعتمدة للزراعة شكل عبئًا إضافيًا، خاصة مع تغيّر السياسات الوزارية بشأن استخدام التقاوي الكسر التي تباع للمزارعين بأسعار مرتفعة رغم أنها لا تزيد الإنتاجية.

انهيار أسعار المحاصيل وتفاقم الخسائر

وأشار نور الدين إلى انخفاض وانهيار أسعار العديد من الحاصلات الزراعية مثل البطاطس والبصل والطماطم والفراولة والموالح، مما تسبب في إفلاس الكثير من المزارعين الذين لم يتحصلوا إلا على 40٪ فقط من تكاليف الإنتاج، فيما بلغت خسائرهم نحو 60٪ من تكلفة الإنتاج في بعض المحاصيل، بما يعادل خسارة نحو 60 ألف جنيه للفدان في البطاطس والطماطم والفراولة والموالح.


كما أضاف مستشار الوزير الأسبق أن هناك ارتفاع مبالغ بإيجار الأراضي الزراعية بشكل غير مسبوق، حيث تجاوزت 50 ألف جنيه للفدان، بما في ذلك الأراضي التابعة لوزارة الأوقاف التي رفعت الإيجار إلى 47 ألف جنيه مقابل 17 ألف جنيه سابقًا، إلى جانب ارتفاع أسعار السولار الذي زاد من تكاليف الري ونقل المحاصيل.

وأكد نور الدين أن هذه الأزمات أدت إلى ضعف التنسيق بين وزارة الزراعة والفلاحين، خاصة في تحديد المساحات المثلى للزراعة، بما يتوافق مع احتياجات السوق المحلي والتصدير، وهو ما تسبب في انخفاض الأسعار بشكل كبير رغم زيادة صادرات بعض المنتجات.

استراتيجيات مستقبلية للتغلب على الأزمات


وفي سياق التطلعات المستقبلية، شدد نور الدين على ضرورة وضع استراتيجيات واضحة للعام 2026، تتضمن التنسيق بين الوزارة والفلاحين عبر النقابات لتحديد المساحات المثلى للزراعة بما يحقق ربحًا للفلاح ويضمن استقرار الأسواق.

كما دعا إلى تخطيط استراتيجي للزراعة في الأراضي الملحية التي تشمل نحو 2 مليون فدان في الدلتا، وزراعة مليون ونصف مليون فدان من الأرز سنويًا لغسل الأراضي من تراكمات الأملاح والحفاظ على إنتاجيتها موضحًا ضرورة تطوير حاصلات مقاومة للجفاف والعطش ونقص المياه وارتفاع تركيز الأملاح، إلى جانب تبني الزراعة الذكية والرقمية واستخدام الذكاء الاصطناعي خلال السنوات القادمة، بما يعزز الإنتاجية ويخفض تكاليف الإنتاج.


واختتم نور الدين بالتأكيد على أهمية إعادة الزراعة إلى كونها مهنة مربحة للفلاحين، للحفاظ على الأرض الزراعية ومنع تحويلها للبناء، مع اقتراح تخصيص مساحات في الصحارى لبناء مساكن لسكان القرى وأبنائهم، لضمان استمرار الإنتاج الزراعي وحماية الموارد الوطنية.
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة