أ
أ
تُعد البراغيث من أكثر الطفيليات شيوعًا وخطورةً على القطط، خاصةً الصغيرة أو الضعيفة منها. وعلى الرغم من أن ما نراه من البراغيث هو فقط الحشرة البالغة، إلا أن هناك أربع مراحل معقدة لدورة حياة البرغوث، ما يجعل التخلص منه تحديًا حقيقيًا ما لم يُعالج بشكل شامل.
دورة حياة البراغيث: ليست مجرد حشرة صغيرة
تشكل البراغيث البالغة حوالي 5% فقط من إجمالي عدد البراغيث في البيئة المحيطة، بينما تكمُن الخطورة في المراحل الأخرى (البيض، اليرقة، الشرنقة).
بيض البراغيث أبيض كاللؤلؤ وطوله لا يتجاوز 0.5 ملم، ولا يلتصق بشعر القطة بل يسقط في البيئة المحيطة مثل السجاد أو الفراش.
يفقس البيض خلال 1 إلى 10 أيام حسب درجة الحرارة والرطوبة، لتخرج يرقات دقيقة الطول تتغذى على الفضلات العضوية وبراز البراغيث البالغة.

أين تختبئ البراغيث؟ البيئة المفضلة لها
تتجنب البراغيث ضوء الشمس المباشر، وتفضل المناطق الرطبة والمظللة.
في المنزل، تفضل العيش في السجاد، شقوق الأرضيات الخشبية، أو تحت الأثاث، حيث تجد بيئة آمنة ومناسبة للنمو.
الطور الأخطر: الشرنقة
بعد اكتمال نمو اليرقة، تتحول إلى شرنقة حريرية لزجة تغطي نفسها بشوائب من البيئة، ما يجعل اكتشافها صعبًا.
البراغيث الناضجة يمكن أن تبقى داخل هذه الشرنقة حتى 140 يومًا دون أن تتأثر بالمبيدات الحشرية، ولا تخرج منها إلا إذا تحفزت بالضغط أو الحرارة أو ثاني أكسيد الكربون.

التغذية والتكاثر: دورة لا تنتهي
بمجرد خروج البراغيث من الشرنقة، تبحث فورًا عن عائل لامتصاص الدم.
تبدأ الأنثى في إنتاج البيض خلال 36 إلى 48 ساعة من أول وجبة دم، وتستمر في وضع البيض حتى 100 يوم، ما يعني أن برغوثًا واحدًا يمكنه إنتاج آلاف البيضات.
أضرار صحية خطيرة على القطط
تمتص إناث البراغيث كميات من الدم تعادل 15 مرة ضعف وزنها، ما يُسبب فقدانًا كبيرًا في الدم لدى القطط، خاصة الصغيرة أو المريضة.
قد تُصاب القطط بـ الأنيميا (فقر الدم)، والتي قد تكون مميتة في بعض الحالات.
لا تظهر الحكة بشكل كبير في القطط المصابة، ولكن العديد منها يُصاب بحساسية من لعاب البراغيث، مما يؤدي إلى التهابات جلدية وأعراض مزعجة.

خلاصة:
دورة حياة البراغيث معقدة ومتكيفة، وتكمن خطورتها في صعوبة اكتشاف المراحل غير الظاهرة منها. ولهذا، فإن الوقاية والعلاج المبكر باستخدام برامج مكافحة شاملة تشمل البيئة المحيطة، تُعد أمرًا ضروريًا للحفاظ على صحة القطط ومنع الإصابة بأمراض خطيرة.