أ
أ
تُعد المزارع السمكية أحد المشاريع ذات الأولوية في مصر، حيث تستهدف الدولة زيادة تراخيص تشغيلها نظرًا لعائداتها الاقتصادية الكبيرة وقدرتها على توفير فرص عمل وفيرة.
وتتميز هذه المشاريع بأنها لا تتطلب بالضرورة مساحات زراعية ضخمة مقارنة بغيرها، حاليًا، يتجاوز حجم الإنتاج السمكي المحلي مليوني طن، وهو ما يغطي أكثر من 90% من الاحتياجات، وتسعى مصر للوصول إلى 3 ملايين طن خلال السنوات القليلة المقبلة.
تجهيز الأحواض: مفتاح النجاح الاقتصادي
أكد تقرير صادر عن المعمل المركزي لبحوث الثروة السمكية التابع لمركز البحوث الزراعية أن نجاح الاستزراع السمكي يعتمد بشكل كبير على اتباع المستثمر أو المربي لقواعد وأصول محددة، أهمها التجهيز السليم للأحواض السمكية قبل إدخال الزريعة (صغار الأسماك).هذه الخطوة حاسمة لزيادة الأرباح وتحقيق الإنتاجية المستهدفة، ويتطلب تحضير الأحواض تسميد التربة أولاً باستخدام الأسمدة المناسبة لتغذية الأرضية قبل ضخ المياه.
بعد ذلك، تُضاف المياه تدريجيًا على مدى أسبوع أو عشرة أيام، حتى يتحول لون المياه إلى الأخضر نتيجة لنمو الطحالب التي تتغذى عليها الأسماك بشكل طبيعي عبر خياشيمها.

تجنب الأخطاء الشائعة عند إدخال الزريعة
حذر التقرير من خطأ شائع يؤدي إلى خسائر فادحة، وهو إدخال الزريعة مباشرة إلى الحوض أو صبها بسرعة. هذا الإجراء يتسبب في "صدمة" للأسماك نتيجة لاختلاف درجات الحرارة أو الملوحة بين مياه النقل ومياه الحوض، مما يؤدي إلى نفوقها.الطريقة المثلى لإدخال الزريعة تتمثل في إضافة الماء تدريجيًا إلى الكيس الذي يحتوي على الزريعة، ثم السماح للأسماك بالخروج بنفسها إلى مياه الحوض.
ويجب توخي الحذر الشديد عند نقل الزريعة من المفرخ إلى الأحواض، مع مراعاة الفروق في درجة الحرارة وملوحة المياه بين الكيس ومياه الحوض.

نصائح للتعامل مع ارتفاع درجات الحرارة
نظرًا لارتفاع درجات الحرارة المتوقع، قدم المعمل المركزي لبحوث الثروة السمكية عددًا من التوصيات الهامة لمزارعي الأسماك للتخفيف من آثار الحرارة المرتفعة على الأسماك في المزارع:• المتابعة المستمرة والدقيقة للحالة الصحية للأسماك خلال فترات ارتفاع الحرارة أو نقص إمدادات المياه.
• الاحتفاظ بأكسجين الطوارئ لاستخدامه عند ارتفاع درجة الحرارة.
• التقليل من معدلات التغذية أو وقفها إذا لزم الأمر لحين انكسار موجة الحر.
• تشغيل البدالات لأطول فترة ممكنة خلال النهار لتقليب طبقات المياه.
• زيادة ارتفاع عمود المياه في الأحواض بحيث لا يقل عن 1.25 متر ولا يزيد عن 1.5 متر.
• تشغيل الري بشكل دائم أثناء النهار لدخول أكبر كمية من المياه الجديدة للأحواض.
• يفضل التغذية بالأعلاف المضادة للإجهاد في الساعات الأولى من اليوم قبل ارتفاع حرارة المياه، أو في وقت متأخر بعيدًا عن ساعة الذروة الحرارية.