يا ترى عمرك تخيلت إن فيه حيوان بيتنفس من آخره؟ أيوه، ده بجد مش هزار، فيه أنواع سلاحف، زي سلحفاة نهر فيتزروي الأسترالية، عندها قدرة رهيبة إنها تتنفس من فتحة في مؤخرة جسمها! اسمها العلمي "التنفس المذرق"، يعني الحيوان ده بيعرف يمتص الأكسجين ويطلع ثاني أكسيد الكربون من الفتحة دي اللي اسمها "المذرق"، واللي بتستخدم للإخراج والتكاثر كمان. 

الميزة دي بتخلي السلاحف دي تقدر تقضي شهور تحت الميه وهي في البيات الشتوي من غير ما تحتاج تطلع تتنفس على وش الميه، وده مهم أوي عشان تفضل عايشة في أماكن الأكسجين فيها قليل أو لما بتهرب من الحيوانات المفترسة.


الزواحف دي مش مجرد كائنات بطيئة وجلدها ناشف وخلاص. لأ، فيه ملايين القصص المشوقة عن ذكائها وقدرتها على التكيف، أغلب السلاحف والتعبين والسحالي عندها حواس متطورة جداً بتخليها تعيش وتفضل موجودة حتى في أصعب الظروف. 

مثلاً، التعبان بيعرف فريسته بالظبط عن طريق لسانه اللي بيتقسم نصين، وبيشم بيه جزيئات الريحة اللي في الهوا، وكمان، التعبان بيقدر يحس بحرارة الأجسام اللي حواليه عن طريق فتحات خاصة عند أول راسه، أما السحالي، فبعض أنواعها بتعرف تقطع ديلها عشان تهرب من المفترسات، وبعدين ديلها بيرجع ينمو تاني مع الوقت.

ألوان الزواحف: أسرار وعجائب ما تتوقعهاش

عالم الزواحف مليان ألوان زاهية وتغيرات مفاجئة. بعض السحالي زي الحرباية معروفة بتغيير ألوانها بشكل يحير العقل، ومش بس عشان تستخبى وتعمل تمويه، لأ ده كمان عشان تتكلم مع بعضها وتعبر عن مشاعرها. 

لو غضبت أو عايزة توري إنها مسيطرة أو عايزة تجذب شريك، لون جسمها المميز بيتغير، فيه كمان تعابين بتتميز بألوانها اللي بتلفت النظر عشان تخوف الحيوانات المفترسة، ودي طريقة للدفاع عن نفسها.

ومن الزواحف اللي ألوانها مبهرة:

• الحرباية: ألوان كتير حسب المود والبيئة اللي حواليها.
• ثعبان المرجان الأسود: ألوان حمرا وصفرا واضحة عشان يحذر أي مفترس إن سمه غالي.
• سحلية التنين الملتحي: بتغير لونها عشان تجذب الإناث أو تحذر الذكور التانيين.
لون الجلد كمان بيساعد الزواحف تتحكم في حرارة جسمها، عشان الألوان الغامقة بتمتص الحرارة أكتر من الفاتحة، وده بيساعدها تظبط حرارة جسمها.

الزواحف: أبطال الصمود في الظروف الصعبة

الزواحف أبطال في التكيف مع الظروف القاسية، قليلين اللي يعرفوا إن الزواحف ممكن تدخل في بيات شتوي لما الجو يبقى برد أوي أو الأكل يقل.

في الحالة دي، حرارة جسمها بتقل ونبض قلبها وتنفسها بيبطأ جداً عشان توفر الطاقة وتفضل عايشة لفترات طويلة، بعض السلاحف بتقعد شهور تحت الميه من غير ما تتنفس برئتها زي سلحفاة فيتزروي اللي قولنا عليها، وبعض أنواع السحالي عندها القدرة تدفن نفسها تحت الأرض في مواسم الجفاف أو البرد القارص عشان تنجو من الظروف الصعبة لحد ما الحياة ترجع لطبيعتها.

الزواحف العملاقة: ديناصورات صغيرة بينا

رغم إن الديناصورات العملاقة اختفت، لسه فيه زواحف ضخمة عايشة معانا لحد دلوقتي. تمساح الميه المالحة، مثلاً، يعتبر أكبر الزواحف اللي عايشة، طوله ممكن يوصل لأكتر من 6 متر ووزنه لأكتر من طن، ويقدر يعوم في البحر لمسافات طويلة جداً.

أما سلاحف ألدبرا العملاقة في جزر سيشل، دي ممكن تعيش لأكتر من 150 سنة ووزنها يوصل لـ 250 كيلو. وفي الغابات المطيرة في أمريكا الجنوبية بتعيش كمان أناكوندا، وهي أكبر وأتقل تعبان في العالم، طولها بيوصل لـ 8 متر ووزنها لـ 250 كيلو! الزواحف دي شاهد على تاريخ كوكب الأرض القديم وبتثير إعجاب العلماء والناس العادية.

عالم الزواحف ده ملوش حدود في الغرابة والدهشة. وعشان نلخص أغرب الحقائق دي، تعالى نشوف شوية معلومات مثيرة بتميز الكائنات دي:
• بعض الزواحف بتعرف تجدد أجزاء من جسمها زي الديل أو حتى الأطراف زي بعض السحالي.
• فيه زواحف بتشوف الأشعة فوق البنفسجية، وده بيخليها تشوف بالليل بوضوح.

• السلاحف البحرية بتعبر آلاف الكيلومترات في المحيطات عشان تحط بيضها في نفس المكان اللي اتولدت فيه، بتستخدم قدرتها على تحديد الأماكن بالموجات المغناطيسية للأرض.

• بعض التعبان زي الأفعى الجرسية بتستخدم ديلها عشان تعمل صوت تحذيري قبل ما تهجم.

الحقائق دي بتأكد إن الزواحف دي مش مجرد حيوانات زاحفة بسيطة، لأ دي كائنات معقدة ومثيرة عندها قدرات وخصائص فريدة من نوعها. عشان كده، المرة الجاية اللي تشوف فيها سلحفاة أو سحلية، افتكر إنك قدام واحدة من عجائب الطبيعة المدهشة.