قبل البدء في معالجة المشكلات السلوكية لدى الخيول، من الضروري أولاً تحديد ماهية السلوك غير السوي, كثيراً ما يظن المالكون أن تصرفات خيولهم تُعد  "سلوكاً غير سوي"، في حين أن هذا السلوك قد يكون طبيعياً وعادياً لدى الحصان.

على سبيل المثال، قد يظهر الحصان سلوكاً عدوانياً كرد فعل للألم أو لأنه تعلم أن العدوانية تساعده في الحصول على الطعام أو تجنب العمل. مثل هذه التصرفات لا تُعتبر سلوكاً غير سوياً، رغم أنها قد تكون مزعجة للمالك وتسبب مشاكل في التعامل اليومي أو أثناء الركوب.

الفرق بين السلوك العادي والسلوك غير السوي لدى الخيول

لتصنيف سلوك ما كسلوك غير سوي، يجب أن يختلف عن السلوك الطبيعي الخاص بذلك النوع من الحيوان. فإذا استخدم الحصان العدوانية لتجنب الألم أو عدم الراحة، فهذا غالباً ما يكون سلوكاً طبيعياً وليس غير سوي.

كما أن السلوك العادي يختلف بين الأنواع, فالإنسان مثلاً يعبر عن الألم بالبكاء أو الصراخ، أما الخيل، كونها حيوانات فريسة، فهي تميل إلى إخفاء علامات الألم وعدم إظهار الاستغاثة بشكل واضح. وبدلاً من ذلك قد يُظهر الحصان سلوكاً عدوانياً أو عصياناً أثناء الركوب، وهذا سلوك طبيعي يعكس معاناته.

لماذا استخدام مصطلح "سلوك غير مرغوب فيه" قد يكون أكثر دقة

عند الحديث عن المشكلات السلوكية، قد يكون من الأفضل استخدام مصطلح "سلوك غير مرغوب فيه" بدلاً من "سلوك غير سوي". فمثلاً، إذا رفض الحصان الامتثال أثناء الركوب بسبب ألم ناتج عن سرج غير مناسب، فالسلوك هنا ليس غير سوي، لكنه بالتأكيد غير مرغوب فيه.

أسباب ظهور السلوكيات غير المرغوب فيها لدى الخيول المستأنسة

تظهر العديد من المشكلات السلوكية لدى الخيول المستأنسة نتيجة للظروف غير الطبيعية التي تُحتجز فيها، والتي قد تكون مريحة للمالك لكنها بعيدة عن حياة الحصان الطبيعية. مثلاً، إبقاء الحصان في الإسطبل لفترات طويلة، وإطعامه غذاء مركزاً يتم تناوله بسرعة، يقلل من وقت مضغه الطبيعي الذي كان يمضيه في البرية.

هذه الظروف قد تؤدي إلى ظهور سلوكيات متعلقة بالمضغ مثل عض المهد أو تدمير البسط، والتي تُعد من السلوكيات غير المرغوب فيها.