أ
أ
في مزارع الألبان، يُعد انخفاض إنتاج الحليب من المؤشرات المقلقة التي تنذر بوجود مشكلة صحية أو بيئية داخل القطيع. وقد يحدث هذا النقص بشكل تدريجي دون أن يُلاحظ في البداية، أو بشكل مفاجئ ومقلق يتطلب التدخل الفوري.
ورغم أن نقص الحليب يُنظر إليه غالبًا كأمر متعلق بالتغذية فقط، إلا أن الحقيقة أوسع من ذلك؛ إذ ترتبط هذه الظاهرة بعدد كبير من العوامل المرضية والبيئية التي قد تؤثر سلبًا على إنتاجية الأبقار.
فيما يلي أبرز الأسباب المرضية المسؤولة عن تراجع إنتاج الحليب، وكيفية رصدها مبكرًا والتعامل معها بفعالية.
1. التهاب الضرع (Mastitis) – العدو الأول لإنتاج الحليب
يُعتبر التهاب الضرع أحد أخطر وأكثر الأسباب شيوعًا لنقص إنتاج الحليب في الأبقار. وهو التهاب يصيب أنسجة الضرع، وقد يكون في ربع واحد أو أكثر، ويصاحبه أعراض مثل:ارتفاع درجة حرارة البقرة.

تورم الضرع واحمراره.
قلة الشهية والخمول العام.
في الحالات المتقدمة، قد يصبح الحليب ملوثًا أو يتغير لونه وقوامه.
2. الإصابة بالطفيليات الداخلية والخارجية
تُعد الطفيليات من المسببات الخفية التي تؤثر على إنتاج الحليب، إذ تعتمد في غذائها على ما يدخل جسم البقرة، مما يضعف القيمة الغذائية التي تصل للضرع، وبالتالي تقل القدرة على إنتاج الحليب. تشمل الطفيليات:الديدان المعوية.
الحشرات الماصة مثل القراد والقمل.

3. الأمراض الفيروسية والبكتيرية العامة
عند إصابة البقرة بأي مرض عام، سواء فيروسي أو بكتيري أو طفيلي، فإن الجسم يوجّه طاقته لمحاربة العدوى على حساب الوظائف الإنتاجية. ومن هنا يظهر نقص واضح في إنتاج الحليب، خصوصًا في الأمراض التي تضعف المناعة. 4. التهابات الحلمة والجروح الناتجة عن الحلب
قد تؤدي ممارسات الحلب الخاطئة أو استخدام معدات غير نظيفة إلى جروح أو التهابات في الحلمة، ما يجعل البقرة تشعر بالألم أثناء الحلب فترفضه، أو يقل إنتاجها بشكل ملحوظ.
5. التهابات الرحم بعد الولادة
من المهم جدًا العناية بالبقرة بعد الولادة، حيث أن التهابات الرحم تؤثر على حالتها الصحية العامة، وبالتالي تنعكس سلبًا على إنتاج الحليب. 6. نقص المعادن والفيتامينات
الحليب غني بالعناصر الغذائية، لذا فإن نقص الكالسيوم، الفوسفور، فيتامين A، والمعادن الأساسية الأخرى في العلف يؤدي إلى انخفاض كبير في الكمية والنوعية. كما أن عدم الراحة خلال فترة "الجفاف" قبل الولادة يضعف الإنتاج في الموسم التالي.
نصيحة للمربين
للحفاظ على إنتاجية عالية ومستقرة:راقب الأبقار يوميًا لاكتشاف أي أعراض مرضية مبكرًا.
وفّر بيئة نظيفة وجافة، مع تهوية جيدة في الحظائر.
احرص على التغذية المتوازنة الغنية بالمعادن والفيتامينات.
تابع حالة الضرع والحلمات بعد كل حلب.
استعن بالطبيب البيطري فور ملاحظة أي خلل في الإنتاج.