التهاب الضرع البقري هو التهاب يصيب أنسجة الضرع، وينتج عادةً عن عدوى بكتيرية أو فطرية أو فيروسية، أو حتى صدمة جسدية. يُعد هذا المرض السبب الرئيسي لخسائر اقتصادية ضخمة في مزارع الألبان حول العالم، وتقدر خسائره في الولايات المتحدة وحدها بنحو 2 مليار دولار سنويًا.

أسباب وأعراض التهاب الضرع

يُمكن أن تُسبب مجموعة واسعة من الكائنات الدقيقة التهاب الضرع، أبرزها البكتيريا، بالإضافة إلى الفيروسات، الفطريات، والميكوبلازما.
علامات التهاب الضرع الواضحة تشمل:

تغيرات في الضرع: يصبح الضرع متورمًا، أحمر اللون، صلبًا، وساخنًا عند اللمس، مما يسبب ألمًا شديدًا للبقرة ورفضها للحلب.

تغيرات في الحليب: الحليب يكون ملوثًا بجلطات دموية، إفرازات بنية ذات رائحة كريهة، أو كتل من الحليب المتخثر.


انخفاض الإنتاج: يتوقف إنتاج الحليب تمامًا أو يقل بشكل كبير.

أعراض جهازية: ارتفاع درجة حرارة جسم الحيوان، فقدان الشهية، صعوبة في الحركة بسبب الألم والتورم، جفاف شديد، فقدان الوزن، اضطرابات هضمية، وإسهال.

مضاعفات خطيرة: في الحالات الشديدة، قد يتطور التهاب الضرع إلى تكون صديد في الضرع المصاب، وقد يؤدي إلى تسمم الدم، أو حتى الوفاة.

يُمكن اكتشاف التهاب الضرع مبكرًا، حتى قبل ظهور الأعراض السريرية الواضحة، باستخدام اختبار كاليفورنيا لالتهاب الضرع (CMT). هذا الاختبار السريع يُمكن إجراؤه على عينات صغيرة من الحليب ويساعد في منع تطور المرض إلى مراحل متقدمة تسبب خسائر فادحة.

التكاليف الاقتصادية ورفاهية الحيوان

الخسائر الاقتصادية الناجمة عن التهاب الضرع تتجاوز مجرد انخفاض إنتاج الحليب. تتضمن هذه الخسائر:

فقدان الحليب: يجب التخلص من الحليب الناتج من الأبقار المصابة والتي تتلقى علاجًا بالمضادات الحيوية بسبب فترات السحب الدوائي.

تدهور جودة الحليب: يغير التهاب الضرع تركيب الحليب وخصائصه، مما يقلل من كفاءة إنتاج الجبن ويقصر من العمر الافتراضي لمنتجات الألبان المصنعة.

زيادة التكاليف: ارتفاع تكاليف العلاج البيطري، وتكاليف العمالة الإضافية لرعاية الحيوانات المريضة.

خفض الكفاءة: انخفاض كفاءة صالة الحلب بسبب الوقت الإضافي المستغرق في التعامل مع الأبقار المصابة.

زيادة معدلات الذبح: غالبًا ما تكون مشاكل صحة الضرع من الأسباب الرئيسية لذبح الأبقار الحلوب، مما يزيد من خسائر المزارعين.

تصنيف التهاب الضرع: معدي أم بيئي؟

يُصنف التهاب الضرع بشكل أساسي حسب مصدر العامل الممرض إلى:

مسببات الأمراض المعدية: تنتشر هذه الكائنات من بقرة إلى أخرى، عادةً أثناء عملية الحلب. تعتبر الغدد الثديية المصابة هي المصدر الرئيسي لهذه الميكروبات. أمثلتها تشمل المكورات العنقودية الذهبية، المكورات العقدية، والميكوبلازما.

مسببات الأمراض البيئية: تتواجد هذه الكائنات بشكل أساسي في بيئة البقرة (مثل الفراش الملوث، السماد، المياه الملوثة، أو التربة). تتعرض الأبقار لهذه المسببات المرضية بين فترات الحلب، خاصةً عندما تلامس حلمات الضرع الأسطح الملوثة. تشمل هذه المسببات الشائعة بكتيريا الإشريكية القولونية، الكلبسيلا، والمكورات العنقودية البيئية.

كما أن المكورات العنقودية سلبية الإنزيم المخثر (CNS)، الموجودة طبيعيًا على جلد البقرة، يمكن أن تُصبح مسببات أمراض انتهازية عند دخولها الغدة الثديية.