في الوقت الذي يولي فيه مربو الأبقار تركيزًا كبيرًا على الأعلاف والطاقة والبروتين لرفع إنتاج الحليب، يغفل الكثيرون عن عنصر لا يقل أهمية، بل يُعد الأرخص والأكثر تأثيرًا: الماء.
فبحسب التوصيات الحديثة الصادرة عن المجلس القومي للبحوث (NRC 2021)، فإن إنتاج 1 كجم من الحليب يتطلب من 3 إلى 4 لترات من الماء، في حين تشير الدراسات إلى أن انخفاض كمية الماء المتاحة بنسبة 10% يؤدي إلى تراجع في استهلاك العلف بنسبة 5%، وانخفاض إنتاج الحليب بمعدل 2–3%.
ومن الأمثلة العملية، فإن البقرة التي تنتج 30 كجم من الحليب يوميًا، تستهلك ما بين 100 إلى 120 لترًا من الماء يوميًا، ما يوضح بجلاء حجم الحاجة اليومية للماء في مزارع إنتاج الألبان.
أهمية الماء في عمليات الهضم والإنتاج:
85% من محتوى الكرش لدى الأبقار هو ماء، وأي نقص فيه يؤثر مباشرة على عمليات التخمير الهضمي ودرجة الحموضة.
ارتفاع الأملاح في العلف مثل الصوديوم والبوتاسيوم يزيد من استهلاك الماء.
درجات حرارة الماء التي تتجاوز 20 درجة مئوية تقلل من الاستهلاك بنسبة تصل إلى 10%.
تلوث الماء أو عكرته يقلل استساغته بنسبة 10–15%.
تحديات ومؤشرات فنية:
صنابير المياه بطيئة التدفق (أقل من 10 لتر/دقيقة) قد تمنع الأبقار من الشرب وقت الذروة.
كل زيادة بدرجة واحدة في حرارة الجو تؤدي إلى زيادة في استهلاك الماء بمعدل 1.5%.
نسبة الأمونيا أو الكبريتات التي تتجاوز 500 جزء في المليون تؤثر سلبًا على تقبل الأبقار للماء.
خلال أول 30 يومًا من الإدرار، يرتبط معدل شرب الماء بإنتاج الحليب بنسبة تصل إلى 90%.

توصيات عملية للمربين:
تخصيص حوض ماء لكل 20 بقرة لضمان سهولة الوصول.
تنظيف الأحواض يوميًا من الطحالب والرواسب.
تقليل المسافة بين الحظائر ومصدر المياه لأقل من 15 مترًا.
في فترات الصيف، يفضل تقديم ماء بارد في أماكن مظللة للحفاظ على استهلاك طبيعي.
الخلاصة:
الماء ليس مجرد مكمل غذائي، بل هو المحرك الصامت للإنتاج، والإهمال في توفيره أو جودته قد يقود إلى خسائر صامتة تتراكم مع
الوقت، بينما تحسين إدارته ينعكس مباشرة على زيادة الإنتاج وكفاءة المزرعة.
