أ
أ
تُعد فترة ما بعد الولادة من أكثر المراحل حساسية في حياة الأبقار، خاصة فيما يتعلق بالخصوبة والتلقيح. وتؤثر عدة عوامل على قدرة البقرة على الحمل مجددًا، مما قد يؤدي إلى تأخر التلقيح أو فشل عملية الإخصاب. في هذا التقرير نوضح أبرز الأسباب التي تؤثر على خصوبة الأبقار بعد الولادة، وكيفية التعامل معها.
استعادة الرحم لوضعه الطبيعي
خلال الأسابيع الأولى بعد الولادة، وخاصة في أول 20 يومًا، يكون من الصعب على الحيوان المنوي المرور من المهبل إلى عنق الرحم بسبب عدم اكتمال عودة الرحم إلى حالته الطبيعية. هذا الخلل قد يؤدي إلى التهابات رحمية تعيق حدوث الحمل، ولهذا يُنصح بالتلقيح بعد مرور 21 يومًا إضافيًا.
دورات الشبق القصيرة
تُعد دورات الشبق القصيرة أمرًا شائعًا بعد الولادة مباشرة، ولكنها غير كافية لحدوث تلقيح ناجح. السبب يعود إلى تحلل الجسم الأصفر نتيجة إفراز هرمون "البروستوغلاندين"، والذي ينتج عن التهابات الرحم خلال استعادته لوضعه الطبيعي.فترة اللاشياع.. مرحلة حرجة بعد الولادة
فترة اللاشياع هي المرحلة التي تفصل بين الولادة وأول دورة شبق. وتُعد هذه الفترة مؤشرًا هامًا على خصوبة البقرة، حيث تؤثر عوامل كثيرة على طولها:عوامل صغرى مثل: الموسم، نوع القطيع، عمر البقرة، صعوبة الولادة، وجود الذكور، ووزن العجل ونموه.
عوامل كبرى مثل: التغذية الجيدة والرضاعة.
كلما طالت هذه الفترة، تأخرت فرص التلقيح الناجح.

تأثير الموسم على الخصوبة
البيئة المحيطة، مثل الحرارة والضوء، تؤثر على خصوبة الأبقار. ففي مواسم الحرارة العالية أو التغذية الضعيفة، قد تتأخر استعادة الخصوبة. التغذية المرتبطة بالموسم أيضًا تلعب دورًا مهمًا في هذا السياق.نوع القطيع والعمر
تختلف فترة اللاشياع بين الأبقار الحلابة واللحوم، حيث تطول أكثر في أبقار اللحوم بسبب استمرار الرضاعة. كذلك، الأبقار الأصغر سنًا تحتاج وقتًا أطول لاستعادة خصوبتها مقارنة بالأبقار الأكبر.وجود الذكور وعسر الولادة
وجود الذكور بالقرب من الإناث قد يُسرّع من ظهور الشبق ويُقلل من فترة اللاشياع. بينما عسر الولادة يؤدي إلى تأخر التئام الرحم، ما يؤثر سلبًا على الخصوبة.نمو العجل وتأثيره على الخصوبة
إذا كان العجل يستهلك كميات كبيرة من اللبن في الشهور الأولى، فهذا قد يُطيل من فترة اللاشياع خاصة في الأبقار المنتجة للحوم، لأن جسم الأم يحتاج وقتًا أطول للتعافي واستعادة الخصوبة.