الجمعة، 10 ذو الحجة 1446 ، 06 يونيو 2025

استراتيجيات تربية الدواجن في مصر: اختيار السلالات وإدارة المزارع لمواجهة التحديات

دواجن ، الدواجن
دواجن
أ أ
techno seeds
techno seeds
يُعد قطاع تربية الدواجن في مصر جزءًا حيويًا ومهمًا من الاقتصاد الوطني، حيث تُقدر الاستثمارات فيه بنحو مئة مليار جنيه. يهدف هذا القطاع إلى إنتاج ما يقرب من 1.4 مليار كتكوت سنويًا للتسمين، بالإضافة إلى حوالي 14 مليون بيضة مائدة لتلبية احتياجات المستهلكين.

الأهمية الاقتصادية والاجتماعية لقطاع الدواجن

يبلغ نصيب الفرد السنوي من اللحم الأبيض حوالي 15 كيلوغرامًا. يوفر هذا القطاع فرص عمل مباشرة لنحو 4 إلى 5 ملايين شخص، بالإضافة إلى العمالة غير المباشرة التي تُفيد كافة أطياف المجتمع، من المستهلكين إلى العاملين في الصناعات المغذية والخدمات اللوجستية.

تأثير التقلبات المناخية على مزارع الدواجن

شهد قطاع الدواجن مؤخرًا تأثيرات كبيرة بسبب التقلبات المناخية الحادة، والتي قد تكون غير مسبوقة في طبيعتها. الفروقات الكبيرة في درجات الحرارة بين النهار والليل تُحدث خللاً كبيرًا في بيئة التربية داخل المزارع، مما يستدعي تشغيل أنظمة التبريد نهارًا والدفايات ليلًا. ومع ذلك، لا يمتلك جميع المربين الإمكانيات اللازمة للتحكم في هذا التباين الحراري.

تُساهم العواصف الترابية أيضًا في جلب الأتربة والغبار إلى داخل المزارع، مما يؤدي إلى مشاكل تنفسية حادة للطيور. كما تُسهل الرياح نقل الفيروسات بسرعة بين المناطق المختلفة، مما يزيد من معدلات النفوق في المزارع ويجعل المربين في موقف صعب.

تحديات عدم جاهزية المزارع والممارسات الخاطئة

تواجه العديد من مزارع الدواجن مشكلة عدم الجاهزية لمواجهة هذه التحديات المتزايدة. من بين حوالي 27 ألف مزرعة دواجن مرصودة على مستوى الجمهورية، لا تزال هناك مزارع غير مجهزة بشكل كامل لمواجهة الظروف الصعبة وتربية الدواجن بصورة سليمة.

يؤدي عدم توفر الإمكانيات لدى بعض المربين إلى زيادة أعداد الطيور النافقة وتفاقم المشاكل الصحية. تشمل الممارسات الخاطئة عدم الرجوع للمتخصصين في تصميم وتجهيز المزرعة، أو اختيار كتاكيت من أمهات قد تكون مصابة بفيروسات، بالإضافة إلى عدم اتباع برامج تحضين أو تحصين صحيحة تتناسب مع التحديات الوبائية الراهنة.

وقد أدى اتجاه الدولة نحو تنشيط القطاع الخاص إلى تقليل اعتماد المربين على المنافذ الحكومية كمصدر رئيسي للكتاكيت، حيث ساهم القطاع الخاص بقوة في نمو وتطور هذا القطاع.

اختيار السلالات المناسبة لتربية الدواجن

يفضل المربون غالبًا تربية سلالات الفراخ البيضاء مثل الرس، الهبرد، الأفيان، الإي آر إم، والأربو، نظرًا لجودتها العالية في إنتاج اللحم والبيض، وسرعة دورة التربية التي تتراوح بين 35 و45 يومًا، مما يوفر مكسبًا أكبر وسريعًا للمربي.

في المقابل، تتمتع السلالات المحلية (البلدي) بمقاومة أكبر للأمراض وعوامل الجو نظرًا لتكيفها مع البيئة المحلية، مما يؤدي إلى انخفاض معدلات النفوق فيها مقارنة بالسلالات البيضاء التي تتطلب ظروف تربية خاصة لنجاحها. وعلى الرغم من التركيز الحالي على العائد المادي السريع من السلالات البيضاء، إلا أن النتيجة النهائية المتعلقة بأعداد الطيور المتبقية والسليمة قد لا تكون دائمًا الأفضل.

يُنصح كل مربي بتقييم قدرة مزرعته وإمكانياته قبل اتخاذ قرار بتربية الدواجن البيضاء. يجب التفكير فيما إذا كانت الإمكانيات المتاحة تسمح بذلك، أم أنه من الأفضل التوجه لتربية أنواع أكثر مقاومة مثل الفراخ الحمراء، الساسو، البلدي، أو حتى البط الذي يُعرف بمقاومته للأمراض.

من الضروري تقييم المكان، الظروف الوبائية، مواصفات المزرعة، والإمكانيات المادية والمعدات المتاحة لتحديد النوع الأنسب للتربية وتحقيق استفادة حقيقية من الإنتاج النهائي.
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة