يعتبر الميكروبيوم المعوي في أمعاء الدواجن "المحرك الخفي" الذي يساهم في صحتها وإنتاجيتها، حيث يحتوي على مجموعة هائلة من الكائنات الدقيقة التي تلعب دورًا حيويًا في الهضم، امتصاص الغذاء، تعزيز المناعة، وحتى مقاومة الأمراض. ولكن، عندما يختل التوازن البكتيري في الأمعاء، يتزايد عدد البكتيريا الضارة على حساب البكتيريا المفيدة، ما يؤدي إلى حدوث حالة تُعرف بـ "الديسبيوسيس" (Dysbiosis)، والتي يمكن أن تسبب مشاكل صحية وإنتاجية عديدة.

تأثيرات اختلال التوازن البكتيري:

ضعف الهضم وسوء امتصاص العناصر الغذائية.
زيادة القابلية للإصابة بالأمراض المعوية، مثل التهاب الأمعاء النخري.
ضعف الاستجابة المناعية وزيادة التعرض للأمراض.
انخفاض معدلات النمو وكفاءة التحويل الغذائي.
زيادة الإسهال والمشاكل الهضمية الأخرى.
زيادة الحساسية للإجهاد.

استراتيجيات لتعزيز التوازن البكتيري:

لحسن الحظ، توجد عدة استراتيجيات يمكن للمربين اتباعها للحفاظ على صحة الميكروبيوم المعوي في الدواجن:
البروبيوتيك: هي مكملات غذائية تحتوي على بكتيريا نافعة مثل Lactobacillus و Bifidobacterium والخمائر مثل Saccharomyces cerevisiae.
هذه المكملات تساعد على استعمار الأمعاء بالبكتيريا المفيدة، مما يحسن الهضم ويعزز المناعة.
البريبايوتيك: مركبات غير قابلة للهضم تعمل على تغذية البكتيريا المفيدة في الأمعاء، مثل الألياف والسكريات قليلة التعدد. استخدامها مع العلف يعزز من تأثير البروبيوتيك ويحسن صحة الأمعاء بشكل عام.
السينبيوتيك: منتجات تجمع بين البروبيوتيك والبريبايوتيك، مما يعزز الفوائد المشتركة بينهما.
المستخلصات النباتية والزيوت الأساسية: مثل الأوريجانو، الزعتر، الثوم والكركم، التي تتمتع بخصائص مضادة للميكروبات والالتهابات، مما يساعد على تحسين صحة الأمعاء وتقليل نمو البكتيريا الضارة.
الأحماض العضوية: إضافة الأحماض العضوية إلى العلف أو الماء يساعد في خفض درجة الحموضة في الجهاز الهضمي، ما يثبط نمو البكتيريا المسببة للأمراض ويعزز نمو البكتيريا المفيدة.
العلف عالي الجودة والمياه النظيفة: من الضروري توفير علف سهل الهضم وغني بالعناصر الغذائية، وكذلك ضمان توفير مياه نظيفة خالية من الملوثات.
بيئة مريحة وخالية من الإجهاد: تحسين بيئة الدواجن من خلال الحفاظ على الكثافة المناسبة، التهوية الجيدة، والتعامل اللطيف مع الدواجن، يساهم في الحفاظ على صحة الأمعاء.
الحد من استخدام المضادات الحيوية: يجب أن يتم استخدام المضادات الحيوية فقط عند الضرورة وتحت إشراف طبيب بيطري، حيث أن الاستخدام المفرط لها قد يضر بالبكتيريا المفيدة في الأمعاء.
باتباع هذه الاستراتيجيات، يمكن للمربين تعزيز التوازن البكتيري في أمعاء الدواجن وتحقيق صحة جيدة وإنتاجية عالية.