في ظل التطورات المستمرة في صناعة تربية الدواجن، برزت "الفرشة" كعنصر محوري لا يقتصر دورها على تغطية أرضيات مساكن الطيور فحسب، بل أصبحت أداة فعّالة في تحسين بيئة التربية وتعزيز صحة وإنتاجية الدواجن.
وأكد خبراء في مجال الإنتاج الحيواني أن استخدام فرشة مناسبة داخل عنابر الدواجن يسهم بشكل مباشر في حماية الطيور من الرطوبة، وتوفير درجة حرارة مستقرة، وامتصاص مخلفات الزرق والمياه، الأمر الذي ينعكس إيجابًا على صحة الطيور وسرعة نموها.
وأشار المتخصصون إلى أن المواد الأكثر شيوعًا في هذا الإطار هي نشارة الخشب والتبن، حيث يتم خلطهما بنسبة 1:1 حسب الإمكانيات المتاحة في كل منطقة، مع تفضيل نشارة الخشب لقدرتها الكبيرة على امتصاص الرطوبة.
كما أبرزت التقارير الفنية أن سوء إدارة الفرشة قد يؤدي إلى مشاكل خطيرة، مثل ارتفاع نسبة الرطوبة، وتلف الفرشة، وزيادة الأمراض التنفسية. ومن أبرز أسباب تلف الفرشة: تسرب المياه من السقايات، ضعف التهوية، التكدس الشديد للدواجن، وعدم تغيير المناطق المبللة بانتظام.
وأكد الخبراء أهمية استخدام الجير المطفي في معالجة المناطق المبتلة، إلى جانب ضرورة ضبط التهوية داخل المزرعة وتوفير مساحات كافية للطيور لتفادي الضغط على الأرضيات.
وعلى جانب آخر، يمكن إعادة تدوير الفرشة بعد استخدامها، حيث تُعد مصدرًا جيدًا لإنتاج السماد العضوي أو البيوغاز، مما يعزز من الاستدامة في قطاع الإنتاج الحيواني.
وفي الختام، شدد المتخصصون على أن العناية بالفرشة ليست مجرد خطوة وقائية، بل هي جزء أساسي من استراتيجيات النجاح في تربية الدواجن، وأن الوقاية خير من العلاج، مما يتطلب متابعة دقيقة ويقظة دائمة داخل مزارع التربية.