في ظل موجات الحرارة المتكررة خلال فصل الصيف، تزداد التحديات التي تواجه مربي الدواجن، وخاصة في ما يتعلق بعملية التسكين داخل المزارع، والتي تعد أحد أبرز العوامل المؤثرة على صحة الطيور ومعدلات الإنتاج.

وتشير خبرات المربين إلى أن تحقيق نتائج ناجحة في التربية الصيفية يرتبط بثلاثة محاور رئيسية: الفرشة، ودرجات الحرارة، وكثافة التسكين داخل العنبر.

الفرشة... تحت المجهر

تُعد الفرشة من أكبر التحديات في فصل الصيف، حيث تزداد معدلات البلل والرطوبة، خاصة أسفل المساقي، لا سيما في المزارع التي ما تزال تستخدم أنظمة الشرب التقليدية.

وتؤدي هذه المشكلة إلى انبعاث الروائح الكريهة وارتفاع نسبة الأمونيا داخل العنبر، مما يسبب مشاكل تنفسية ومعوية للطائر. ويؤكد المتخصصون أن الحل يكمن في المتابعة الدورية للفرشة وتجفيف المناطق الرطبة فورًا، لضمان بيئة نظيفة وآمنة.

الحرارة... عدو خفي للنمو

مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، خاصة داخل العنابر المفتوحة، يتعرض الطائر لما يُعرف بـ"إجهاد حراري"، ما يؤدي إلى ضعف في النمو وقلة في معدل تحويل العلف إلى لحم.

ويؤكد الخبراء أن الأدوية وحدها لا تكفي لمواجهة هذا التحدي، بل يجب تجهيز حقل التربية بنظام تبريد مناسب وتهوية فعالة، لضمان الحفاظ على معدلات إنتاج مستقرة.

الازدحام... خسارة لا تُرى بالعين المجردة

يُعد الازدحام أحد الأسباب المباشرة لفشل العديد من دورات التربية في الصيف. فإلى جانب رفعه لحرارة العنبر، يؤدي إلى زيادة الرطوبة وسوء حالة الفرشة، وانتشار العدوى البكتيرية والفيروسية بسرعة كبيرة.

لذلك ينصح المربون بتقليل كثافة الطيور داخل العنبر خلال الصيف، بحيث لا تتجاوز 70% من الطاقة الاستيعابية، لتوفير راحة وتهوية أفضل للطائر.

نصيحة للمربين:

إذا كانت المزرعة تستوعب 1000 طائر في الشتاء، يُفضّل تسكين 500 إلى 700 طائر فقط في الصيف، لتقليل الإجهاد وضمان دورة إنتاج أكثر استقرارًا ونجاحًا.