تُعدّ تغذية العجول واحدة من أهم مراحل التربية التي تحدد مدى نجاح مشروع التسمين، إذ لا تقتصر العملية على تقديم التبن أو العلف فقط، بل تعتمد على معايير دقيقة ترتبط بسلالة العجل، ووزنه، وهدف التربية، وحتى الظروف البيئية المحيطة.
وأوضح خبراء تغذية الحيوان أن نوع العجل يلعب دورًا محوريًا في تحديد الكمية المناسبة من العلف، فالعجول المُخصصة لإنتاج اللحم تحتاج تغذية مختلفة عن تلك المُخصصة لإنتاج الحليب.
كما تختلف الاحتياجات بين السلالات الأوروبية، مثل "الشاروليه" و"الليموزين" التي تتطلب نسبة بروتين وطاقة عالية، والسلالات البريطانية مثل "الأنجوس" و"الهيرفورد" التي تستهلك كميات أقل.
وأشاروا إلى أن الوزن الحالي للعجل ومقدار الوزن المستهدف يحددان أيضًا الكمية اليومية المطلوبة من العلف. فعلى سبيل المثال، عجل بوزن 180 إلى 225 كجم يمكنه زيادة وزنه من 0.7 إلى 0.9 كجم يوميًا عند تغذيته بعلف ذرة عالي الجودة مضافًا إليه البروتين والمعادن الأساسية.
ولفت المتخصصون إلى أن العوامل البيئية كالموقع، ونوعية المرعى، والطقس، تؤثر كذلك على معدلات التغذية. ففي حال انخفاض درجات الحرارة عن 30 مئوية، أو وجود رياح قوية أو أرض موحلة، ينبغي رفع كمية العلف المُقدّمة للعجول لدعم طاقتها.
وفيما يتعلق بالبقرة الحامل أو المُرضعة، فإنها تحتاج إلى عناية غذائية خاصة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، وكذلك بعد الولادة، مع مراعاة خفض الكميات تدريجيًا بعد مرور 3 أشهر على الولادة، لضمان تحقيق التوازن الغذائي دون هدر.
ويُوصي الخبراء بضرورة المتابعة الدقيقة لأوزان العجول ومراقبة معدلات النمو، وتقديم علف متوازن يحتوي على العناصر الأساسية مثل الطاقة، والبروتين، والمعادن، والفيتامينات، لضمان الحصول على نتائج اقتصادية مرضية وتحقيق أعلى معدلات تحويل غذائي في فترة زمنية قصيرة.