قال الدكتور أسامة فخري الجندي، من علماء وزارة الأوقاف، إن هناك فرقًا واسعًا بين اليأس والقنوط، فاليأس هو انقطاع الأمل مطلقًا، أما القنوط فهو اليأس الشديد، أي درجة أعمق وأخطر من مجرد انقطاع الأمل، مشيرًا إلى أن القانط هو من يظن أن ذنوبه أعظم من رحمة الله سبحانه وتعالى، وهذا خطأ جسيم ومنافٍ لعقيدة المؤمن.
وأوضح الدكتور الجندي، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد، أن رحمة الله تسبق غضبه وتسع كل شيء، كما قال تعالى: «ورحمتي وسعت كل شيء»، ولذلك فاعتقاد الإنسان أن ذنوبه لا تُغفر وأنه لا أمل له في رحمة الله يُعد من أخطر ما يمكن أن يقع فيه العبد.
وأضاف أن اليأس والقنوط ليسا من صفات المؤمن إطلاقًا، فالمؤمن أوسع الناس أملًا وأكثرهم تفاؤلًا واستبشارًا، وأشدهم رجاءً في الله عز وجل، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم لم يذكر القنوط أو اليأس مقرونين بالمؤمنين في أي موضع من مواضعه.
وبيّن أن اليأس والقنوط وردا في القرآن الكريم مقرونين بالكافرين والضالين، فقال تعالى على لسان يعقوب عليه السلام: «إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون»، وقال سبحانه على لسان إبراهيم عليه السلام: «ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون».
وأشار الدكتور الجندي إلى أن كلمات الرجاء والأمل والرحمة هي كلمات تبعث في النفس الطمأنينة وتدفع الإنسان إلى العمل والتقدم والإنتاج، بخلاف كلمات القنوط واليأس التي ترتبط دائمًا بالتراجع والظلام الداخلي، وتجعل الدنيا تسودّ في عين صاحبها.
وأكد الدكتور الجندي، أن المؤمن الحق لا يعرف القنوط ولا اليأس، بل يعيش دائمًا بين الرجاء في رحمة الله، والخوف من التقصير في حقه، فيعمل ويجتهد ويُحسن الظن بربه، لأن من أحسن الظن بالله عز وجل نال من فضله ما يليق بكرمه سبحانه وتعالى.