قد يلاحظ الآباء سلوكيات غريبة وعدوانية على أبنائهم تجاه الأطفال الآخرين، وربما يتجاهل البعض المؤشرات المبكرة لاضطرابات الشخصية النرجسية.
في هذا السياق، أوضح عماد الدفراوي، اللايف كوتش والمتخصص في الصحة النفسية، خلال حديثه مع الإعلامية راندا فكري في برنامج "الحياة أنت وهي" على قناة "الحياة" يوم الخميس الموافق 19 يونيو 2025، أن اضطرابات الشخصية النرجسية قد تظهر بتغيرات هرمونية ونفسية خلال مرحلة المراهقة.
وأكد أنه لا يمكن تشخيص هذه الاضطرابات قبل سن 18 عامًا، حتى لو ظهرت مؤشرات مبكرة في مرحلة الطفولة.
وأشار الدفراوي إلى أن تأخر معرفة هذه السلوكيات العدوانية لا يعني فقدان الأمل، فالوقاية يمكن أن تبدأ من مرحلة الطفولة عبر توفير الدعم النفسي لتحسين وضع الطفل، حيث يمكن أن يستمر هذا السلوك بعد سن 18 عامًا.
أسباب اضطرابات النرجسية.. التربية تصنع النرجسيين
عند الحديث عن أسباب اضطرابات الشخصية النرجسية، أكد الدفراوي أن الجينات الوراثية من الوالدين قد تلعب دورًا، وقد تصل هذه الاضطرابات بسبب العوامل الوراثية إلى 30%.ومع ذلك، شدد الدفراوي على أن "الطفل لا يولد نرجسيًا ولكنه يُصنع بالتربية". وأوضح أن أسلوب التربية يلعب دورًا أساسيًا في تكوين الشخصية النرجسية، خاصة الأساليب التربوية الخاطئة التي يرتكبها الأهل، مثل التمييز، التحقير المستمر، أو حتى الإفراط في المدح.
أنواع الشخصية النرجسية
أشار الدفراوي إلى وجود نوعين من الشخصية النرجسية:
1- النوع الواضح: تظهر عليه صفات مثل الثقة، الكاريزما، والجاذبية.2- النوع الخفي: يتميز بـالمكر والخداع، وقد يصعب اكتشافه في البداية، مما يؤدي إلى كثرة الأذى النفسي والعاطفي.
وفي ختام حديثه، نوه الدفراوي على أهمية دور الوالدين في توعية الأبناء بأهمية ثقافة الصحة النفسية وأساليب التربية الإيجابية. فـالبيئة الأسرية تلعب دورًا حاسمًا في بناء المجتمع.